محمد السحيمي * الوطن السعودية شاب سعودي جااااامعي، عاطل عن العمل منذ خمس سنوات، لم يعرف باباً للحظِّ فيها إلا وطرقه، فلما تعب من الطرق، وأوشك على اليأس، وجد من يعنِّفه من ذوي "السبع وظائف" قائلاً: إخص عليكم! شبابٌ ولد وفي فمه ملعقة من ذهب! يريد أن ينزل إلى القمة ب"باراشوت" الوظائف الحكومية، بدل أن يتسلق من أسفل الوظائف الخاصة! فقاطع الشاب خطبته، وأثبت له ب"الملف العلاَّقي الأخضر"، أنه لا وجود لهذه الصورة النسقية عن الشباب السعودي، إلا في خلايا مُخِّه التي لا يدري بالضبط: أين تسرَّبت من رأسه؟ وأن الملعقة الوحيدة، التي ولد وهي في فمه، هي فعلاً من ذهب: ذهب ولم يعد! قلَّبَ أبو "السبع" الملف، وطلب منه نسخةً على وعدٍ بمساعدته، ولكن أنت المسؤول يا ولدي برضو! لماذا يا عمُّو؟ لأنك ظللت كل هذه السنوات "تطرق" الأبواب، والدنيا كفاحٌ لابد أن "تقرع" أبوابه قرعاً لا هوادة فيه! فلم يتوان الشاب، وراح يجرِّب كل أنواع "القرع"، آخرها "القرع الهندي"، الذي وصفه له "أكبر كومار"، عندما تأكد من إصابته بالسكري، الذي قتل "سوزان تميم"! ولكن أخطرها قرعة ذي "السبع وظائف" على غلاف كتابٍ ضخم بعنوان: "ألف فرصة عمل وعمل للسعوديين" باللون السماوي، و"للسعوديات" باللون الوردي، لم يكن إلا صورة ملفه العلاقي، لم يكلِّف المؤلِّفُ نفسَه حتى بإزالة صور آثار "الخرَّامات" و"الدبابيس"/ "اسم الله علينا"! وجاءت الدعاية التسويقية للموسوعة كالتالي: لو قرأ "حافظ إبراهيم" هذا الكتاب لما قال: سعيتُ إلى أن كدتُ انتعل الدَّمَا * وعُدتُ وما أُعْقِبتُ إلا التندُّما! وحين لم يفهم، لمعت في ذهنه فكرة، وهو يحكُّ آخر "قرعةٍ" في "هايلوكسه": لماذا لا أهدي نسخةً من هذه الموسوعة المسروقة لكل مسؤول عن البطالة في البلد؟ واختار مجموعةً من زملائه العاطلين "الوسيمين/ الكشخات" لتوزيعها، لكنهم عادوا جميعاً بالموسوعة كماهي؛ إذْ وجدوا كل الجهات المسؤولة التي "قرعوا" أبوابها، قد اشترت نسخاً بالآلاف منها، وبعضها راح يوزِّعها مجَّاناً؛ لأن الشباب السعودي إخص عليه لا يقرأ! بدليل أنهم لم يقرأوا تصريح "تشغيل الخادمات السعوديات"، وإنما سمعوا به من "عاجل إمام" في مسرحية "شاهد ماشافش حاقة"، حين قال للخادم الغلبان: "اتِّكل على الله واشتغل رقَّاصة"! فسعودوها عملياً فوراً، فلم يجتمعوا في الاستراحة من الغد إلا وهم يحاسبون عن "المعسِّل" نقداً! ورغم أن أحد "الوسيمين" فقد عمله بعد أن رفس "رب البيت" الذي تحرش به وهو يكنس "الملحق"، وآخر كسر صحناً بعشرة آلاف ريال! إلا أن الفرص "زي الرز" الذي أحرقه هو، وبرواتب خيالية و..رمضان كريم!