عندما نشاهد التناول الإعلامي العربي الهش للقضية الإيغوارية المسلمة في الصين إبان الصلف والعنف الذي تعرضت له من قبل الحزب الشيوعي الحاكم على إثر الاضطرابات الماضية, لا نستغرب غياب هذه المحنة من ذهنية رجل الشارع العربي..ولذا – على سبيل المثال - لم تسجل مسيرة تضامنية احتجاجية واحدة من الخليج إلى المحيط! في الوقت الذي خرجت فيه المظاهرات الغاضبة في الشوارع التركية على ذات القضية عندما صاحبها تصعيد إعلامي وسياسي على أعلى المستويات. و نتذكر كيف مرت مرور الكرام على الإعلام أصداء الجريمة الوقحة والبشعة - في آن - تلك التي تعرضت لها مروة الشربيني رحمها الله مع أهمية القضية بالنظر إلى دوافعها وإشاراتها,لا على أقارب مروة أو حتى الشعب المصري بل على كل مسلم ومسلمة,نقول ذلك إزاء المساحات الواسعة في الإعلام والتغطيات المتواصلة لجريمة مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. وقريبا وعلى مستوى إعلامنا المحلي عندما توفي المغني الأمريكي جاكسون طالعنا كيف تصدر الخبر صحفنا وما حظيت به تفاصيل الوفاة وأحداث ما قبل وما بعد الوفاة .. وبعد ذلك بأيام فجع المجتمع برحيل علم من أعلامه سماحة الوالد الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته,ولولا وجود بعض القنوات ذات التوجه الإسلامي لمر الحدث هو الآخر مرور الكرام. إن الشخص لينظر بدهشة كيف تحول رجل الشارع – بلا شعور – إلى ريموت كنترول بيد الإعلام,ورجع صدىً للصوت الإعلامي..! بل لعله لا يبعد عن الحقيقة من يقول إن سطوة الإعلام في زماننا لا تضاهيها سطوة أخرى مهما كانت سياسية أو أمنية.. وقد رأينا كيف أن قناة فضائية واحدة كالجزيرة القطرية أرغمت أنظمة سياسية في عالمنا العربي معظمها ذات طابع أمني على توجهات أكثر انفتاحا..وقامت دول عظمى بمحاولة الضغط على تلك القناة وتحجيمها ومساومتها واختراقها..! إن كل من يمتلك مساحة من الإعلام - مهما تضاءلت - فعلى عاتقه مسؤولية كبيرة أمام مجتمعه وأمته ,وكل ما كانت المساحة أكبر كانت المسؤولية أعظم.