بداية أنا لا أريد أن أمارس جلد الذات هنا، ولكن كل ما أريده أن أضع تصوراً للمشهد في تناول كثير من قضايانا في وسائل إعلامنا العربي، تأملوا معي المساحات التي نالها خبر وفاة مايكل جاكسون المغني الأميركي الذي حوّل حياته منذ طفولته حتى وفاته إلى مثار من الأسئلة، بعضها لم يجد جواباً حتى مات من الإعلام العربي الفضائي والورقي، وكأننا فقدنا عظيماً علينا بعد فراقه! تأملوا معي المساحات التي احتلها خبر مقتل المرأة المسلمة المصرية «مروة الشربيني» التي طعنت على يد متطرف ألماني عندما سدد لها 18 طعنة نافذة كانت واحدة منها كفيلة بأن تمزق جسدها الغض... قتلها وهو يردد «أنت أيتها الإرهابية»، ما السبب؟ السبب أنها امرأة مسلمة التزمت بأوامر دينها ومعتقدها فارتدت الحجاب فكان الحجاب سبباً في قتلها. أعود لأقول أخذنا الإعلام الغربي معه «المقروء والمرئي والمسموع» إلى مسافات من الماراثون خلف كل أسرار وأخبار مايكل جاكسون، ووضع أمام القارئ والمشاهد عشرات الأسئلة، كان أبرزها هل هو مسلم، أم ما زال مسيحياً؟ ولم يطل الوقت على هذا السؤال حتى أجابت صور تشييع الرجل إلى قبره وفق الطريقة المسيحية، فشعر من كان يعتقد بأنه مسلم بخيبة أمل، وما كان لمسلم أن يشعر بذلك الشعور لأن ذلك يعود لمايكل وغيره، فمن أراد أن يسلم فهو يعمل خيراً لنفسه، ومن أراد غير هذا فهو على موعد مع لقاء رب العالمين، نسأل الله أن يميتنا مسلمين كما أحيانا مسلمين. فهذا أشهر مغنٍ أميركي في عالم اليوم، الذي يدعى ب«توسي غوكنز» يترك الغناء ويشهر إسلامه ويتسمى باسم «أمير» ويزور مكةالمكرمة لأداء العمرة والمدينة المنورة، فهو قد أحسن لنفسه. ما أريد أن أصل إليه هو أن الإعلام العربي يجدر به، وهو يقوم بدور حساس وخطر، أن يهتم بقضاياه العربية والإسلامية، وأن يدرك خطورة إشغال المتلقين بقضايا ثانوية لا تهم، أو إشغال مساحات كبيرة من وسائط الإعلام بقضايا لا تهم عالمنا العربي أو الإسلامي على حساب قضايا تهمنا كعرب ومسلمين.