محمد عبدالله القولي.. مدرس لغة عربية، في مدارس وزارة التربية والتعليم، كان يكتب أشعاره، ولا يعرفه الكثيرون، التقى بالصديق العزيز مشاري العفاسي، في استديو النظائر.. واتفقا على انشاد قصائده، مثل قصيدة «أضيفت إلى الحسن العبقا». محمد القولي، وأيمن بهجت قمر الذي الف قصيدة «شكرا يا مصر»، والأمير عبد الله الفيصل الذي كتب «الى الله»، والشاعر تركي.. «انت مين»، ومحمود غنيم.. «طلع البدر علينا»، هؤلاء الشعراء عرف ناس أشعارهم وحفظوها، من أناشيد الشيخ مشاري العفاسي.. وصاروا يرددونها من آخر بيت في الدارالبيضاء.. الى كشك الجوازات على الحدود السورية التركية؟! مؤخراً دخل الشيخ عايض القرني على الخط - ان صح التعبير - وطلب انشاد قصيدته «الواحد الأحد».. وبالفعل أنشدها الصديق العزيز مشاري العفاسي، في احدى حفلات ليالي فبراير، ولسبب ما طلب «القرني» من فنان العرب محمد عبده، اعادة انشادها؟! فقامت الدنيا في السعودية ولم تقعد، وصارت الفضائيات، تناقش موضوع تعاون المشايخ مع الفنانين، ومستقبل هذا التعاون، هل هو مثمر أم مدمر؟.. لدرجة مشاركة مفتي المملكة في كلمة قوية على احدى الفضائيات. ما يهمني في الموضوع، ليس مستقبل الاخ عايض مع الفنانين، فالقرني له «عرات» او شطحات تنافس «عرات» الرئيس «التكانه» معمر القذافي.. فلقد مدح صدام حسين في قصيدة ثم تراجع، ثم مدح «منقاش» الذي وجد هيلكوبتر «الاباتشي» في مزرعته، ثم ادعى اسقاطها ببندقية صيد «مصدية».. مدحه في قصيدة ايضاً! .. ما يهمني ليس التعاون بينهم، لان الاخ عايض «عاقل» وكبير، ولا يحتاج لنصح او ارشاد مني.. والله يديم المحبة بين عايض ومحمد عبده بل الحقوق الأدبية واسس التعامل، التي انتهكاها، وبتعبير ادق «داس في بطنها» الأخ الشيخ عايض القرني! فمن المتعارف عليه في الوسط الفني، تنازل المؤلف والملحن عن الحقوق الادبية للعمل.. للمنشد او للمطرب، بعد قبض «المقسوم» طبعاً.. وقصيدة الاخ عايض تم تلحينها وتوزيعها، وصديقي مشاري العفاسي «تعب» فيها، واداها على احسن وجه.. ولا يجوز لكاتبها الاخ عايض ان ينقلها من منشد الى منشد، او من منشد الى مطرب.. بحجة انها «مالته»! واذا سلمنا جدلا ان الاخ عايض، يجوز له ان ينقل قصائده، على «مشتهاه» أو على ما يشتهي، فهل يقبل ان تعرض قصيدته على شاعر آخر.. ليقيمها ان كانت زينة او «شنية»، او يعطيها درجة «نص ونص».. ثم يعرضها على شاعر اخر، ليعدل بعض ابياتها.. قبل انشادها، حتى يقبل نقل قصيدته من الشيخ مشاري العفاسي الى محمد عبده؟! واذا كان ما سبق مشكلة، والاخ عايض سنة اولى فن، ولا يعرف أسس التعاون وادبياته.. فالمشكلة الاكبر ان محمد عبده، لن ينشر القصيدة السابقة في الافاق، ويضعها بمستوى اغاني ام كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، او حتى اغنية الاماكن.. «حقته» - كما يظن الاخ عايض القرني - لان جمهور «عبده» يريد الموسيقى، والاغاني «النقازية».. وينك يا درب المحبة، واتقلب على جمر «الغضى».. ولا يريد الاناشيد الدينية! ومحمد عبده له ثمانية أناشيد مصورة، لا يعرفها جمهور عبده ولا الاخ عايض!! أعود للشاعر محمد عبد الله القولي لكي أترحم عليه.. لانه كان يكتب قصائده لنفسه، وانتقل الى رحمه الله، قبل ان يسمع الناس تردد كلماته، وتطلبها في ليالي فبراير، وتضعها في هواتفها المحمولة.. والاخ عايض سنة اولى انشاد و«ينقل» قصيدته من منشد الى مطرب ومن مطرب الى مطرب اوبرالي.. والله المستعان؟!