شيء جيد للغاية أن يتجه الرئيس الأمريكي أوباما إلى ترويض العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية التي مورس فيها قتل جماعي وتهديم أبراج على من فيها بواسطة مسلمين دفعتهم فتوى قاعدية نحو ذلك.. ترويض العلاقة مع المسلمين في خطاب سوف يتضمن نوايا حسنة عندما يزور القاهرة.. البابا الذي صحح ما نُسب إليه قبل بضعة أعوام وحرص عند زيارته للأردن أن يحاول تقريب المفاهيم الإنسانية بين الديانات وبالذات بين الإسلام والمسيحية.. المسيحية.. الأقوى دولاً وعلوماً.. رحبت بوجود المراكز الإسلامية في أشهر مدنها وحضرت شخصياً أكثر من مناسبة افتتاح لمركز إسلامي كان يرعاها مسؤولون كبار في الدول المسيحية، وقد أنكر علماء المسلمين الواعون المعتدلون توجهات الإرهاب وصدور فتاوى الترغيب فيه خصوصاً في الدول ذات الأهمية الإسلامية مثل المملكة ومصر، لكن كيف هو الحال الآن في الباكستان، ومن هي أنشط منظمات القتل الجماعي في العالم، ولماذا يُدفع المسلمون المحتاجون إلى مزيد من العلم والمعرفة وقدرات الاقتصاد إلى خصومات وعداوات لا مبرر لها؟.. لكن هل ما يحدث من خلل وجنوح خاص بالتعامل مع المسيحيين..؟ بالطبع لا.. ما يحدث في الباكستان وقبلها أفغانستان وما ينشر من عمليات إرهاب استهدفت المملكة ثم اليمن ومصر والمغرب والجزائر بخصوصية مختلفة جميعه إنما يعني وجود انقسام إسلامي ليس بغريب على مفاهيم قديمة ابتدعها الخوارج ثم توارثتها جماعات تطرف أو تخلف.. لقد وضح للغرب بشكل جيد أن عدالة الإسلام وموضوعيته وتسامحه تعيش حالات مطاردة - رغم أنها تمثل الأكثرية.. من قبل أقليات منغلقة - هي في الأساس ضد الانفتاح العلمي والحضاري أياً كانت هويته.. إذا كنا نعرف تقليدياً أن هناك خلافاً سنياً شيعياً قديماً للغاية فيجب أن نضيف له بأنه إذا وجد من تُرفض مفاهيمهم بين علماء الشيعة فإنه يوجد أيضاً من تُرفض مفاهيمهم بين علماء السنة، وبالتالي فالساحة بصفة عامة تفتقد للموضوعية.. وفي هذا المضمار والتشتت الإسلامي المخجل فإنني أستغرب تصريحات الشيخ الكلباني الذي كفّر علماء الشيعة دون أن يعيَ حقيقة سواسية وجود الخلافات الإسلامية سنية كانت أو شيعية، ولضرب المثل في أفضل النماذج فإنه إذا وجد في لبنان من يحفز على الانقسام الديني نجد أن الشيخ محمد حسين فضل الله والسيد علي الأمين الأول مرجعية دينية وثقافية محترمة للغاية والثاني رجل نزيه سعى إلى التقارب وليس إلى الخصومة..