د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله - الاقتصادية الزئبق الأحمر في مكائن الخياطة التقليدية حرك أهل المدن قبل أن يحرك أهل الريف والقرى والسواحل الرملية إشاعة جعلت الناس تتراكض على الأسواق التراثية وعلى حراج ناس القرى والبادية والريف.. هي صدمة لمن اعتقد أننا تجاوزنا تلك الثقافة الرتيبة والمنتمية إلى الستينيات الميلادية وإلى العقلية الموصوفة بالسذاجة وأعتقد أن مجتمعنا تعافى ولامس الحدود الطبيعية للمجتمعات المتحضرة وأنه أصبح لدينا خط أحمر يمنعنا من العودة إلى التخلف والأمية وتدني الوعي العام. صدمة للمثقفين وللإعلاميين وللباحثين في مجال التعليم والاجتماع وممن يرصد التطور التعليمي والحضاري. لن أكون قاسياً وأعطي حكماً على المجتمع وأقوم بوصفه بالجهل واللاوعي فأنا أكثر رفقاً ومحبة للمجتمع. لكن ظاهرة الزئبق الأحمر وما تلاها من تطورات أظهرها لنا الإعلام دون رقابة أو تحفظ بل تعاطى معها كما يجب، وكما هي الحالة دون أن يبالغ أو يخفي حقيقة البساطة في التفكير الذي حرك البعض تجاه تلك الإشاعة. زئبق المكائن لن تكون الأولى أو الأخيرة والشائعات تتخاطف أمامنا بشتى الوسائل منها رسائل الجوال والمواقع الإلكترونية وفي الصحف اليومية والقنوات الفضائية وحتى في المجالس، ومقابل تلك الوسائل من يحمي الأفراد والحقوق ومصالح الدولة ومصالح المجتمع العامة من يصحح الأغلاط ويعطي الرقم الحقيقي والمعلومة الحقيقية ويفرز بين الإشاعة والحقيقة. أجد أن وزارة الثقافة والإعلام مسؤولة أولاً وتأتي معها قطاعات الدولة والهيئات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية وما يسمى بالإعلام الحكومي ليقابل مؤسسات الإعلام ومؤسسات الأفراد الإعلامية لتوضيح الحقيقة وفرز الإشاعة من خلال تصحيح أو إعطاء المعلومة الصحيحة عبر موقع إلكتروني قوي أو مطبوعة يومية أو رسائل جوال توضح فيه الحقيقة.. فموضوع الزئبق الأحمر ترك الأمر لوسائل الإعلام العامة دون أن يصدر عن أي موقع حكومي تصحيح أو تكذيب أو نفي هذه الشائعة وقبل ذلك تلقت مسامعنا عددا من الشائعات مثل: الإجازات (العطل الرسمية) وزيادات الرواتب والتعيينات و(الأهلة) الصيام والحج وغيرها كثير من القضايا العامة التي قد لا تقع مسؤوليتها مباشرة على قطاع أو مهنة معينة. أعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام يمكنها أن تقوم بهذا الدور من خلال موقع إلكتروني ونشرة يومية وخدمة جوال رسائل نصية للمشتركين يتم فيه التركيز على إيضاح الحقائق وصحة المعلومات اعتماداً على مصادر المعلومات الأصلية إن كان قطاعا حكوميا أو خاصا. بدأت الإشاعات والمعلومات المغلوطة في مجتمعنا تتجه اتجاها يدعو إلى القلق إذا لم نفطن له ونحد من انتشاره حتى لا يصبح ظاهرة ويتحول إلى ثقافة مجتمع وخاصة مع الجيل الذي زاد ارتباطه بالجوال والإنترنت. وأصبحت تلك الوسائل لهذا الجيل نافذته وعالمه ومصادر معلوماته.