لا أدري كيف تتوقع النساء اللاتي يقدن حملة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة تحت شعار «السيارات تريد نساء سعوديات أن تقودها» أن يتم الإصغاء لحديث سيارة حتى ولو كانت من نوع «بورش» .. بعد أن بحت أصوات النساء بنفس الطلب دون أن يجدن آذانًا صاغية؟! ويحمل شعار الحملة التي تتواءم مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي الاعتراف بأن ليس كل النساء السعوديات يرغبن في قيادة السيارات. فبعضهن يرى أن توظيف سائق يغنيهن عن تحمل مشقة القيادة في شوارع أصبح «الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود». لذا فالكثير من السيدات السعوديات يفضلن كما يبدو متعة القيادة من المقعد الخلفي. وأؤكد ما قلته في أكثر من مناسبة من أن قضية قيادة المرأة للسيارة ليست من القضايا الجوهرية بالمرأة السعودية ... فهي ممنوعة من كثير من الحقوق ليس آخرها قيادتها للسيارة. لذا فإن تخصيص حملات للمطالبة بحق جزئي هو تهميش لقضيتها الأساسية وهي حقها في أن تكون مواطنة لها كافة حقوقها الوطنية الكاملة، ويجعل هذا الحق في المقعد الخلفي من الاهتمام. إن الأولوية يجب أن تُسخر للدفاع عن حق المرأة في أن تحظى بحقوقها الوطنية الكاملة كمواطنة لها كافة ما للرجل من حقوق وعليها ما عليه من مسؤوليات. وعندها يترك الخيار النهائي للمرأة السعودية في تقرير: أن تقود السيارة .. أو لا تقود.