أما بعد.. فقد تكررت الشكاوى واشتدت المعاناة من تعيين الموظفين في المناطق النائية أو غير المرغوب فيها وخاصة القضاة والمدرسين فكم من قاض أو مدرس عين في مكان ناء أو بعيد عن بلده ومكث سنين طويلة وهو يطالب بالنقل حتى أصابه الملل في انتظار الفرج، مما أثر على نفسيته وعمله فهو يعيش في غربة ومصاب بكربة وليس أمامه بصيص أمل في انفراج غمه وذهاب همه بل كثير ممن يسكن بعيداً عن مقر عمله يقضي جل عمره في أسفار ومعرض للأخطار، ويدل على ذلك كثرة الحوادث التي تقع للمدرسات عند سفرهن يومياً إلى أماكن التدريس.. وبسبب التعيين في غير المكان المرغوب فيه تقاعس البعض عن قبول العمل أو قبلوه على مضض فتشتت شمل الأسر وزادت نسبة التذمر والتسخط والضجر مما انعكس سلباً على الأداء المطلوب والتميز والإخلاص والانضباط ولأنني أحس بمعاناة هؤلاء الموظفين وأتألم لأوضاعهم فكرت كثيراً في حل لهذه المشكلة فتوصلت إليه راجياً من الله أن أكون قد وفقت في ذلك، ألا وهو التدوير وذلك أن يعين الموظف في المكان الذي يرغب فيه ثم ينظر إلى الأماكن التي لا يوجد من يرغب في العمل فيها أو تحتاج إلى أكثر من الموجودين فيكلف بعض الموظفين من أقرب مكان إليها مدة سنة مثلاً وبالنسبة للمدرسين سنة دراسية أو فصلاً ثم يعودون ويكلف آخرون مكانهم سنة أخرى بحيث لا يكلف القاضي أو المدرس أو الموظف بالعمل في ذلك المكان إلا سنة كل عشر سنوات أو خمس، على سبيل المثال فتذهب مجموعات إلى تلك الأماكن وتعود أخرى على حسب الحاجة، فكثير ممن يتمنى ذلك ويصبر على الغربة هذه المدة لعلمه بأن معاناته وبعده عن بلده وأهله وأقاربه لن تطول كحال من تغرب للدراسة، وسوف يتحمل الكثير السكنى في بلد العمل مدة هذه السنة حتى المدرسات يمكن أن يستأجرن بيوتاً ويقمن فيها على شكل مجموعات في تلك الفترة فتقل الحوادث وتقر أعين القضاة والمدرسين والموظفين بالإقامة في بلدانهم وبين أظهر أقاربهم، ويحقق العدل بين الجميع لأنه ليس بخاف على أحد أن من القضاة والمدرسين والموظفين من تحقق له أمنيته لوساطة ونحوها بينما الآخرون يتجرعون غصص الحرمان من تحقيق هذه الأمنية كما أن طول مكث الموظف في مقره يقوي العلاقات وتتوسع دائرة المعارف فتنعكس سلباً على النزاهة.. ولهذا الاقتراح نظير في تغيير عمداء الكليات وإن كان محدوداً بالمكان فأتمنى من المسؤولين في كل القطاعات أن يدرسوا هذا الاقتراح بعمق وروية لعله يقضي على معاناة الكثير.. والله المسؤول أن يفرج هم كل مهموم ويقضي حاجة كل محتاج ويوفق ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين إلى كل ما فيه صلاح للعباد والبلاد وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.