قرأت أن مجلس الشورى أسقط توصية بعدم قطع التيار الكهربائي عن المتأخرين في السداد . وكان عضو المجلس الدكتورعبدالرحمن العناد قد تقدم بهذه التوصية مطالبا عدم قيام شركة الكهرباء بنفسها قطع التيار عن المتأخرين عن السداد بحيث يكون ذلك من اختصاص لجنة قضائية في الوزارة . ورأى ان التعسف في قطع الخدمة له أضرار بالغة على مستوى الأسرة والوطن ايضا وزاد قائلا " إن اجراءات فصل التيار وُضعت من طرف واحد وهو شركة الكهرباء دون النظر الى مصالح الطرف الآخر ( المشترك ) وبذلك أصبحت الشركة خصما وحكما وقاضي تنفيذ في ذات الوقت , والمطلوب اضافة طرف ثالث محايد ) وبعد التصويت عارض مناقشة التوصية 66 صوتا من أعضاء المجلس , وحيث لم تتحقق الأغلبية اللازمة تم إسقاطها ) الحقيقة أن قطع التيار الكهربائي عن المتأخرين عن السداد فيه إجحاف بحق المشتركين الذين لا تعلم الشركة عن أحوالهم المادية والاجتماعية التي تمر بهم وكانت السبب في تأخرهم عن السداد . إن تعقيبي على فصل التيار الكهربائي من قبل شركة الكهرباء لم يكن دفاعاً عن المماطلين في تسديد رسوم الكهرباء , ولكن كما يبدو أن شركة الكهرباء تمارس أصعب الخيارات لإرغام المشتركين على السداد متجاهلة الاضرار التي تلحق بأفراد أسرة المشترك , و كان بإمكان شركة الكهرباء الحصول على مستحقاتها المالية عبر القنوات الرسمية , لأن قطع التيار الكهربائي ينتج عنه أضرار جسيمة بالمشتركين وعوائلهم حيث أن هناك المريض والرضيع والأرملة . فهذه الفئة بحاجة ماسة إلى الشفقة والرحمة وإمهالهم مدة أطول للسداد. فإذا كان النظام يمنع صاحب العمارة من قطع التيار الكهربائي عن المستأجر المماطل في دفع إيجار الشقة عدة سنوات , مع العلم أن قيمة إيجار الشقة يفوق قيمة فاتورة الكهرباء بعشرات المرات , فكيف يطلق العنان لشركة الكهرباء في قطع التيار عن المشتركين المماطلين في سداد فاتورة لا تتجاوز قيمتها ثلاثمائة ريال وفي أحلك الظروف كما يحصل لبعض المنازل التي بها أطفال ومرضى وطلاب يؤدون الإختبارات . ورغم الكتابات المتكررة التي تنتقد هذا الأسلوب التعسفي الذي تمارسه شركة الكهرباء . فإن الشركة ما زالت ماضية في غطرستها دون مراعاة لظروف المشتركين .إننا نرجو من مجلس الشورى ووزارة الماء والكهرباء منع شركة الكهرباء قطع التيار الكهربائي عن المتأخرين عن السداد وإيجاد حلول أخرى لإلزامهم لدفع مستحقات الشركة عبر القنوات الرسمية . والله الهادي إلى سواء السبيل . مكةالمكرمة ص ب 2511 -