التاريخ يعيد نفسه.. يقوم العدو بالاعتداء الغاشم بكل ما يملك من أسلحة فتاكة .. فيقتل الأبرياء ..ويسفك الدماء.. ويدمر البنى التحتية .. ثم يخرج دون أدنى تبعية أو مسؤولية ونتحمل نحن جريرة تدميره واعتدائه على بلد مسلم .. فنحن الذين ندفع فاتورة دماره وخرابه !! ونحن الذين نتحمل تكاليف إفساده ودماره !! فنصلح ما أفسد .. ونبني ما هدم .. ونقيم ما انكسر...حصل هذا المشهد في لبنان ..ويحصل الآن في غزة .. والسؤال : إذا كان العدو الصهيوني مخطئا في عدوانه على غزة الأبية : لماذا لا يتحمل هو فاتورة إعادة غزة من جديد ؟! (( وقد قدرت هيئة الإحصاء الوطني الفلسطيني الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 1.6 مليار دولار، مضيفة أن العدوان هدم نحو أربعة آلاف مبنى سكني وسواها بالأرض إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بنحو عشرين ألف منزل)) ولماذا لا يتحمل قيمة الأنفس التي قتلت بلا ذنب ؟ (( وحسب المصادر الطبية الفلسطينية، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين من جراء العدوان بلغ 1317 بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، )) ولماذا لا يتحمل العدو الصهيوني جريرته فيعوض الذين فقدوا بعض أطرافهم ؟ وفي الدراسة السابقة تقول (( في حين وصل عدد الجرحى 5340 منهم 1855 طفلا (35%) و795 امرأة (15%) )) ألم تتحمل ألمانيا تكاليف المحرقة الوهمية لليهود ودفعت في سبيلها مبالغ طائلة ؟! ألم تتحمل ليبيا دفع تعويضات لعائلات ضحايا طائرة يوتا الفرنسية التي انفجرت في الجو عام 1989م فوق صحراء النيجر مخلفة /170/ ضحية مبلغ وقدره (170) مليون دولار ؟! فلماذا لا يتحمل العدو الصهيوني جريمته النكراء في حق الشعب المحاصر ؟!! لأنه لا قيمة للحكومات العربية ولا اعتبار لها ..يقول قُريط بن أُنيف : لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا أو قول الآخر : إني لأفتحُ عيني حين افتحُها على كثيرٍ ولكنْ لا أرى أحداً بل بعضها أصبح عونا للعدو ضد إخوانه فأغلق المعابر في وجوه الضعفاء والمساكين !! ولذلك أصبحت تلك الحكومات هي التي تتحمل فاتورة الجريمة والله المستعان !! ثم أين ستذهب هذه المليارات التي ستدفع ؟!! هل ستذهب إلى المظلومين من أبناء غزة الأبية ؟ أم ستذهب إلى جيوب المنافقين والمتواطئين مع العدو الصهيوني وقد كشفت الحكومة الفلسطينية ( حماس ) على أن عندها أدلة تثبت تورط عباس في المجزرة !! فكيف يسلم له ولأمثاله تلك الأموال العظيمة ؟!! وإليك هذا الخبر ((وقال أولمرت خلال لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني: "يستحيل أن تقود حماس عملية إعادة إعمار قطاع غزة وتنال بذلك شرعية". وأضاف أن "إسرائيل ستعمل على أن تتولى إعادة الإعمار منظمات دولية بالتعاون مع الأممالمتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية". وتابع: "بهذه الشروط فقط ستتعاون إسرائيل بشكل كامل مع هذه العملية الرامية إلى إعادة الإعمار" )) إن المواقف العربية .. إن دلتْ فإنما تدل على ضعف شديد .. وأنهم لم يأخذوا الدروس والعبر من مقاومة المجاهدين في فلسطين ؛ فعلى قلة العدد والعدة إلا أنهم صمدوا أمام أقوى ترسانة عسكرية في العالم ، واستطاع هؤلاء النفر أن يحطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر ! كما قال القائل : ستعلم إن دارت رحى الحرب بيننا من الشرسُ الألوى من العاجزِ الفسلِ وصدق الله ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) فكفى ذلاً وخنوعاً ..وكفى ركوعاً وخضوعا .. عش عزيزاً أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود نسأل الله تعالى أن يلطف بإخواننا في فلسطين وأن ينصرهم على القوم الكافرين والمنافقين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .