ربما كان الأمير سلطان بن فهد قاسيا في مداخلته التلفزيونية الصريحة التي قام بها للتعليق على آراء بعض محللي قناة الرياضية عقب خسارة منتخبنا لنهائي كأس الخليج لكنه في واقع الأمر كان يتحدث بلسان كثير ممن فاض بهم الكيل و هم يرون واقع الإعلام الرياضي وعجزه عن لعب الدور البناء في دفع مسيرة البناء الرياضي وغرقه في وحل التعصب والأهواء وتصفية الحسابات والافتقار إلى الاحترافية والموضوعية و المهنية في ممارسة النقد !! المنتخب السعودي مثلا لم يخسر المباراة النهائية وإنما خسر الحسم بضربات الجزاء، وفي ضربات الجزاء يلعب التوفيق والحظ الدور الأبرز في تسجيل وضياع الأهداف، ولو كان حكم المباراة احتسب ضربة الجزاء المستحقة قبل نهاية المباراة أو أن لاعبا عمانيا أضاع ضربة جزاء واحدة من ضربات الترجيح لكانت الكأس سعودية وكان هؤلاء المحللون أنفسهم أول من يضرب الدفوف تطبيلا و تصفيقا للإنجاز و نجومه!! الأمير سلطان لم يكن يعبر عن غضبه من مستوى التحليل الفني الرياضي الذي انزلق إلى مستنقع تصفية الحسابات والتجريح بقدر ما كان يعريه و يكشف أحواله الفقيرة وأحوال بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي مما جعله في جانب منه إعلاما مفتقرا للموضوعية والكفاءة وغارقا في عصبيته، فبعض الإعلام الرياضي للأسف اليوم أشبه ما يكون بمدرجات المشجعين المتعصبين بدلا من أن يكون أداة ووسيلة دعم المسيرة الرياضية ومساندة الرياضيين والارتقاء بمستوى وعي الجماهير!!