ما رأي فضيلتكم في جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل يجوز الانضمام إليها؟ وهل يلزم كل مسلم أن يكون في جماعة؟ وإن كان الجواب بلا فكيف تقوم للإسلام دولته في ظل غياب الجماعة المسلمة؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: التعاون مع المسلمين -أفراداً وجماعات- على البر والتقوى، والدعوة إلى الله مشروع، بشرط صواب العمل وصحته مع الإخلاص لله عز وجل، والبعد عن التحزب والتعصب والظن بأن هذا التجمع هو جماعة المسلمين فقط. ولكن التعصب لهذه الجماعة، والالتزام بكل ما عندها من قواعد ونظم قد يخالف الشرع أحيانا؛ لأنهم قد ينهون عن الدعوة للتوحيد بحجة كسب المؤيدين. ولأهل العلم ملاحظات على جماعة الإخوان من ناحية عدم عنايتهم بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشركيات والبدع، مثل دعاء أصحاب القبور والتوجه إليهم حال الشدة والحاجة. ولذا فأقول كما جاء في فتوى قديمة للجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية: بما فحواه أن يتعاون المسلم مع هذه الجماعة أو غيرها من جماعات الدعوة التي لا تعارض منهج السلف فيما تصيب فيه السنة، ويناصحهم فيما أخطأوا فيه. ويتعاون مع الجميع ولا يتحزب مع بعضهم ضد الآخرين. وإن كنت أنصح بالتعاون مع جماعة أنصار السنة فهي أقرب إلى السنة، وأقل الجماعات مخالفة وابتداعًا، بل هي حريصة كل الحرص على البعد عن البدعة في الدين. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وجعلنا من أنصار دينه.