حث العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك أهل العلم على التعاون على البر والتقوى، وعند الاختلاف في المسائل الفقهية فعليهم بالتسامح والحذر من الفرقة، مشيرا إلى أن الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من التابعين اختلفوا فيما بينهم لكنهم لم يتفرقوا، وإنما يتفرق أهل العصبية والأهواء. وأوضح البراك في لقائه مع جريدة "الأنباء" الكويتية وضمن زيارة مجموعة من طلبة العلم في الكويت له أن على المسلم أن يشكر الله على نعمة الهداية ويحقق انتماءه للإسلام، وألا يكتفي من الإسلام باسمه بل يستقيم عليه ظاهرا وباطنا، لافتا إلى أن المخرج من الفتن هو في تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما درج عليه السلف الصالح الذين فهموا الوحيين. وأضاف البراك انه يمكن أن يقال ان المظاهرات السلمية يسع فيها الخلاف دون الفوضوية التي لا يقرها أحد، لكن لا خلاف معتبرا عند أهل السنة في تحريم الخروج على الحاكم المسلم، وأن ما حصل من خروج في التاريخ الإسلامي نتيجة اجتهادات، لا تثبت أصولا، بل الأصول إنما يعول عليها من دلالة الكتاب والسنة. وبين أن ما حدث في تونس لا يدل على جواز المظاهرات، وان أحداث ليبيا كانت القاصمة بالنسبة إلى ما قبلها في تونس ومصر، مشيرا إلى أن الوقائع والأحداث قد يختلف حكمها قبل أن تقع وبعد أن تقع وفقا لاجتهادات العلماء. وأنكر البراك اتخاذ التمثيل كوسيلة شرعية، مبينا أنه من أساليب اللهو وان الدعوة إلى الله غنية عنه، وحول حكم دخول «السيرك» وخيم ألعاب خفة اليد، أوضح أنها من المواطن التي يختلط فيها السحر بغيره، وأن العلماء أنكروه من باب سد الذريعة، كانت هذه بعضا من الأسئلة التي عرضت على سماحة الشيخ عبدالرحمن البراك وأجاب عنها، وفيما يلي تنقل "أنباؤكم" تفاصيل اللقاء النادر الذي أجراه معه الزميل ضاري المطيري من جريدة الأنباء الكويتية: بداية، نود من فضيلتكم كلمة توجيهية لأبنائك من طلبة العلم من الكويت حول الأحداث الأخيرة في عالمنا العربي والإسلامي؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد فلا يخفى عليكم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة كما أخبر لعبادته، وجعل وظيفة الإنسان على الأرض أن يعبده وحده لا شريك له، فأرسل الرسل وأنزل الكتب لهداية الخلق، ومنذ أن أهبط الله آدم عليه السلام والرسل تترا حتى ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، والذي جاء بأعظم وأكمل شريعة، والحمد لله أن من علينا وعليكم بالإسلام. ومن حكم الله تعالى في هذا الوجود الابتلاء، فالإنسان في هذه الدنيا مبتلى بكل ما يعرض له فيها من أنواع الخير والشر، وعلى الإنسان في الفتن والابتلاءات أن يعتصم بكتاب الله، كما جاء في الحديث المشهور عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انها ستكون فتنة قلت فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله» الحديث. إذن فالمخرج من الفتن هو القرآن، فلنحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما درج عليه السلف الصالح الذين فهموا كتاب الله وسنة رسوله، ونقتفي أثرهم في ذلك، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله، وهذا هو الأصل الذي يجب أن يسير عليه الإنسان في هذه الحياة، فيعبد ربه وحده لا شريك له بما شرع، من الفرائض والنوافل، ويجتنب المحرمات والبدع. ويعامل الناس كذلك بما شرعه الله، لأن العبادة ليست بين الإنسان وربه فقط، فشريعة الإسلام شريعة شمول، تشمل كل ما يتعلق بالإنسان، ففيها العبادات وفيها المعاملات، وعلى المسلم أن يحكم شرع الله على نفسه وعلى غيره، في تصرفاته الخاصة ومعاملته للآخرين من قريب وبعيد، ويكون ذلك تبعا لهدى الله، ففي الحديث «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»، وهذه هي الاستقامة التي أثنى الله بها على المؤمنين فقال (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)، والاستقامة إنما تكون بالعلم والعمل والثبات على ذلك. ولا يخفى عليكم أن أكثر الخلق يتخبطون في الضلالات والظلمات، كما قال تعالى (وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وكقوله (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون)، وقوله تعالى (ولكن أكثر الناس لا يشكرون)، وبهذا يدرك الإنسان عظيم نعمة الله عليه أن هداه الله للإسلام، وعليه أن يحقق هذا الانتماء ويشكر هذه النعمة بالعمل، فلا يكتفي من الإسلام باسمه، بل يستقيم عليه ظاهرا وباطنا، لأن الإسلام يشمل أمورا باطنة كالاعتقادات ويشمل أمورا ظاهرة، كما في كلام أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، قول القلب وهو اعتقاده وعمل القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح. والله تعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته قد فصل الله لعباده ما شرع لهم وما يحبهم لهم، وفصل ما حرم عليهم، وكل ذلك ميسر، قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، وعلم الدين وإن كان ميسرا فهو لا يعني أنه يحصل دون عمل وجهد، وعلى الإنسان في تحصيله للعلم أن يأخذه من مصادره الموثوقة من كتب السلف الأوائل لأن المذاهب كثرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصارت إلى فرق عديدة، منذ العهد الأول حدثت الانقسامات وحدث الافتراق، ومازال الافتراق يتوسع والانقسام يزداد كلما تقدم الزمن، وعلى أهل العلم أن يتعاونوا على البر والتقوى، ويتآلفوا ويعتصموا بكتاب الله بحبله المتين سبحانه، وان اختلفوا فعليهم أن يحكموا الكتاب والسنة، وما يسع فيه الخلاف وهو من موارد الاجتهاد فيجب التعامل فيه بتسامح، وعند الاختلاف في المسائل الفقهية يجب ألا يتفرقوا، بحيث يتنافروا ويحارب بعضهم بعضا، فالصحابة اختلفوا وما تفرقوا، والتابعون من بعدهم اختلفوا وما تفرقوا، وإنما يتفرق أهل العصبية، الذين يتعصبون ويتحزبون، كبعض الجماعات الإسلامية التي تنتمي للسنة والتي يدخل عليها ما يدخل من نوع التعصب والولاء والبراء لجماعاتهم، فعليهم أن يتعاونوا فيما بينهم فيما يحبه الله، ويسددوا ويقاربوا، وما ظهر فيه الخطأ بين وأنكر. موضع اجتهاد ما ضابط جواز خروج الدعاة على القنوات غير الإسلامية؟ هذا موضع اجتهاد، و«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، والشيخ ابن باز، رحمه الله تعالى، يذكرون عنه أنه كان يطلب منه الخروج على القناة السعودية قبل أن تتوسع القنوات وتكثر كما هي الآن، ويلح عليه جدا، لكنه لم يظهر في القناة السعودية ولا في غيرها من القنوات، ويقول، رحمه الله، في معنى كلامه «أنا لم تطب نفسي، لكن من اجتهد في أن يظهر فلا شيء عليه»، والخروج على القنوات غير الإسلامية يختلف حكمه باختلاف الناس، فبعض الدعاة لا يصلح له أن يخرج في هذه القنوات لأنه يتخذ قدوة ويمكن أن يستغل لمطالب التغريبيين، فخروج الدعاة على القنوات يعتبر مطلبا لأصحابها، لأنه يعطيهم دفعة واعتبارا، ويضفي عليهم ظلالا من الترويج، لكن هناك من الدعاة من يعصمه الله ويقول ما تيسر له من الحق على القنوات الفضائية، ولا يظفر منه بشيء. بعض الرقاة يقولون ان من وسائل الرقية الشرعية ما يمكن أخذه عن طريق التجربة، كرش الملح في زوايا البيوت أو صب الماء المقري عليه ويقولون انه يطرد الجن، فما حقيقة هذا الادعاء؟ هذه مزاعم ما عرفناها وما ثبتت عندنا، كذلك يزعم بعضهم ويقول ان الذئب أو شعر الذئب أو عظمه يذهب الجن، وهذه دعاوى لا أصل لها، وإنما الذي يطرد الجن والشياطين هو الأذكار والتعوذات الشرعية. ما حقيقة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في تعامل الإنسان مع الجن المسلم؟ ممكن أن يحصل هذا، لكن لا يعني أن يكون للإنسان رئي من الجن يصاحبه ويتلقن منه، هذا لا أعرفه عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ممكن أن يحصل هذا بصفة عرضية أو مصادفة كما يحكيه كثير من الناس، فيمكن أن ينفع جني مسلم بشيء، كهداية طريق أو أمر آخر، لكن لا يدعي لنا شخص أن جماعة من الجن يتلقى منهم أخبار، ففي هذه الحال كيف لنا أن نميز بين من يدعي هذا والكاهن. ذكر العلماء أن من شروط الخروج على الحاكم تمام القوة، فكيف نقدر هذه القوة؟ الخروج على الحاكم الكافر لابد له من القوة والقدرة، وهذه القوة يقدرها المجتهدون، وهي مبنية على غلبة الظن، مثل الكثير من الأحكام الشرعية التي تبنى على غلبة الظن. البعض يرى أن المظاهرات في تونس أزالت الحاكم دون مفاسد تذكر، فهل فيما حدث دلالة على جواز المظاهرات؟ ما مضى من أحداث نقول عنها الحمد لله، ونسأل الله أن يكون فيها الخيرة، وما حدث في تونس ليس بدليل على جواز المظاهرات، والأمور والأحداث لها حكم قبل أن تقع وقد يكون لها حكم آخر بعد أن تقع، أما قبل فلا ندري، وهي محل نظر واجتهاد، ومع الأسف نموذج تونس أتى بعده نموذج مصر وهو أسوأ، ثم أتى نموذج ليبيا وهي القاصمة، فنسأل الله أن ينهيها بخير، ويبعد هذا الشرير عنها. هل يمكن أن يقال ان حكم المظاهرات قضية يتسع فيها الخلاف؟ ممكن أن يقال هذا الكلام فيما يسمى بالمظاهرة السلمية، أما الفوضوية فلا، الفوضى لا أحد يقرها، فهي شر. خلاف غير معتبر وهل يقال كذلك إن حكم الخروج على الحاكم قضية خلافية عند المسلمين، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار بعض الشواهد التاريخية التي تثبت خروج بعض العلماء على الحكام؟ لا، ليس في مذهب أهل السنة خلاف في تحريم الخروج على الحاكم المسلم، وما حصل من خروج في التاريخ الإسلامي اجتهادات لا تكون أصولا، بل الأصول إنما يعول عليها من دلالة الكتاب والسنة، ثم لتكن قضية خلافية، فليس كل خلاف معتبرا. ما حقيقة ما ذكر عن ذهاب بعض العلماء لنصيحة الرئيس معمر القذافي حول ما صدر منه من كفريات في بدايات توليه الحكم في ليبيا؟ نعم ذهب إليه شيوخ من كبار العلماء، لكنه استخف بهم، وهناك فتاوى قد خرجت بتكفيره آنذاك. انتشر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالألعاب السحرية، ويزعم أصحابها أنها مجرد ألعاب خفة اليد وخدع بصرية، فما حكمها؟ هذا ما يسمونه «السرك»، وهو مختلط، فيه السحر وفيه ما يشبه السحر، ولذلك أهل العلم يمنعون ذلك وينكرونه من باب سد الذريعة، ودائما الباطل تدخل فيه أشياء صحيحة حتى يروج له، مثل الإعلام حاليا يضعون فيه الخير وكلمات الذكر فإذا سمعتها قلت «ما شاء الله»، وهي في حقيقتها مخلوطة، قائمة على ما يسمى بالازدواجية والخلط. ما حكم السفر للدراسة في الدول غير المسلمة؟ لا يجوز، لا يجوز أن تذهب لتكون تلميذا للكفار، وتجلس بين أيديهم وتختلط بنسائهم وتتقرب إليهم لكونك طالبا تريد زيادة الدرجات والشهادة، فهذه ذلة لا يرضاها الإسلام، ثم إنه ليست هناك ضرورة، حيث ان بعض أهل العلم يقدر المصلحة فيقول انه يجوز إذا كانت هناك ضرورة وبشروط، مثل أن يكون الإنسان عنده بصيرة بدينه وعلى استقامة، بينما الآن معظم من يبتعثون يمكنهم أن يحصلوا على شهاداتهم من قريب، وحاليا نبتعث ونجلب، نبتعث أولادنا إلى بلاد الكفر، ونجلب مدرسين كفرة إلى بلادنا، ليدرسوا على أيدي الكفرة، بل وبناتنا في بعض الأحيان. ما حقيقة ما يسمى ب «علم المناسبات بين الآيات»؟ بالجملة نعم، لكن بعض العلماء ينكر هذا العلم كالإمام الشوكاني، وفي الواقع هناك تناسب بين كثير من الآيات مع بعضها البعض، لكن لا يلزم أن يكون هناك تناسب بين الآية والآية التي قبلها، بل قد يكون التناسب مع مجموع الآيات التي قبلها. البعض يسأل عن الإسعافات الأولية، وهل المسعف للغريق والمصاب يدخل في قوله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)؟ يرجى له ذلك، وله نصيب بإذن الله. هل يصح اعتبار «التمثيل» وسيلة دعوية؟ التمثيل ليس بوسيلة شرعية، بل أسلوب من أساليب اللهو، والدعوة إلى الله غنية عن التمثيل. ما حكم تكرار العمرة في السنة الواحدة أكثر من مرة؟ جائز إذا كان في أكثر من سفرة، خصوصا إذا نبت شعر الرأس وصار هناك شيء يمكن حلقه أو تقصيره، وأما في السفرة الواحدة فلا يعجبني ذلك، والذهاب إلى التنعيم بعد أداء العمرة لعمل عمرة أخرى لم يكن معروفا عند الصحابة وغيرهم من السلف. ما حكم ما يسمى ب «تنظيم النسل أو الحمل» خاصة عند عدم رضا الزوج؟ تنظيم النسل جائز، ولا بأس به إن شاء الله، كمن يتتابع عليها الحمل فتأخذ موانع من أجل أن تفطم ولدها، فلا تحمل إلا بعد الفطام، وأما إذا كان الزوج غير راض عن هذا التنظيم فعلى الزوجين أن يصطلحا أو يأتيا بمن يحكم بينهما. ما حكم تدخل الطب في تحديد جنس الجنين عن طريق ما يسمى بالتلقيح الصناعي؟ أما التلقيح الصناعي فأنا لا أفتي فيه، وهو مشبوه ومشكوك فيه. الإسلام أعدل البعض يزعم أن تطبيق الشريعة في البلاد الإسلامية يظلم الأقلية النصرانية، فما تعليقكم؟ أعوذ بالله، وهل الإسلام يظلم النصراني أو غيره؟ بل الإسلام أعدل من كل الأنظمة. وكذلك البعض يتساءل، أي مذهب سنتبع إذا أردنا تطبيق الشريعة الإسلامية في بلادنا؟ نطبقها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هناك أصول الدين المتفق عليها بين أهل السنة ولله الحمد، وتبقى الخلافات الفرعية أمرها سهل، أوجدوا لنا حكومة تطبق الشريعة الآن ثم بعد ذلك المذهبية أمرها سهل. القرقيعان بدعة ما حكم الاحتفال بما يسمى ب «القرقيعان»، وتخصيص يوم معين لتوزيع الحلوى على الأطفال في شهر رمضان؟ إن كانوا يفعلون هذا الاحتفال قربة إلى الله فهو بدعة، وان كانوا يخصونه بيوم ففيه أيضا نوع ابتداع، لأن تخصيص الأيام بأمور خاصة يجب أن يرجع فيه إلى الشرع، نعم يمكن أن نوزع الحلوى، لكن لا نخصصها بيوم محدد من كل سنة، ولماذا هذا اليوم بالتحديد؟ ممكن أن نوزع الحلوى متى ما شئنا أو متى ما حصل اجتماع، أما تخصيص يوم لتوزيع الحلوى وإقامة مآدب وفرح فلا يجوز، وكثير ما تكون هذه الأمور نتيجة نزعة تشبه، أي تكون عادة مجتلبة من عادات الأمم الأخرى، تدخل على الناس في غفلة، مثل شم النسيم وغيرها. بعض القنوات الإسلامية تقوم بنشر مواد صوتية ومرئية لبعض المنتسبين للإسلام وهم يتفوهون ببعض العبارات الكفرية والشركية أو الاستهزاء برموز الإسلام وذلك بقصد فضحهم وكشف زيفهم أمام الناس، لكن البعض يرى في تكرار عرض هذه المواد إساءة للإسلام وتفريقا للأمة، فما تعليقكم؟ لا، ليست هذه إساءة، فما يتم عرضه ليس مجرد فرجة، بل هذا مثل رواية الحديث الموضوع، فلا يجوز أن تروي الحديث الموضوع إلا على سبيل تبيان بطلانه، وعلى هذه القنوات عند عرض هذا الباطل والكذب أن تقرنه بالبيان، علما أن كثيرا مما يعرض يعرف بطلانه عامة المسلمين، فيحصل اشمئزازهم من قائله من أهل البدع ممن يزعمون أنهم إخواننا أهل السنة، وبمجرد أن عوام أهل السنة يسمعون رافضيا يسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فانهم يأخذون موقفا من الرافضة. ما حكم ما يبث على قنوات الأناشيد كقناة «طيور الجنة» وغيرها من أناشيد إسلامية للأطفال؟ أنا أراها من الأغاني، فما الفرق بينها وبين الأغاني، هي أصوات منغمة ومرققة، ويمكن أن يصطحبها مؤثرات صوتية وأصوات بنات أيضا، وبدأت هذه الأناشيد بأصوات بنات في عمر 5 و6 سنوات، لكن مع الزمن صرن بنات في عمر 10 أو 12 سنة، وهكذا تأتي مثل هذه الأمور دائما بالتدرج والله المستعان. العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في سطور هو العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن آل عرينة المتفرع من قبيلة سبيع المضرية العدنانية، ولد في البكيرية سنة 1352 ه ، كف بصره وهو في التاسعة من عمره، توفي والده وهو صغير فلم يدركه، وتولت رعايته والدته. شيخه ابن باز بدأ الشيخ طلب العلم صغيرا، فحفظ القرآن مبكرا، ثم شرع في القراءة على العلماء، كالشيخ عبدالعزيز بن باز وغيره من علماء بلده. وتخرج من كلية الشريعة سنة 1378ه، وتتلمذ في المعهد والكلية على مشايخ كثيرين أبرزهم محمد الأمين الشنقيطي وعبدالرزاق عفيفي، وأكبر مشايخه عنده وأعظمهم أثرا في نفسه شيخه ابن باز، رحمه الله، الذي أفاد منه أكثر من 50 سنة. رفض عضوية الإفتاء مراراً ومارس البراك التدريس في معهد الرياض سنة 1379ه، ثم انتقل إلى كلية الشريعة ثم إلى كلية أصول الدين بعد افتتاحها إلى أن تقاعد سنة 1420ه، ورغبت الكلية في التعاقد معه فأبى. كما راوده سماحة الشيخ ابن باز على أن يتولى العمل في الإفتاء مرارا فتمنع ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في الصيف في دار الإفتاء حيث ينتقل المفتون إلى الطائف، فأجاب الشيخ حياء إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه، وبعد وفاة الشيخ ابن باز عاود خلفه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الطلب إلى الشيخ عبدالرحمن أن يكون عضو إفتاء وألح عليه في ذلك فامتنع وآثر الانقطاع إلى التدريس في مسجده الذي هو إمام فيه، مسجد الخليفي بحي الفاروق شرق الملز، والتدريس في بيته وفي مساجد أخرى، إضافة إلى إلقاء المحاضرات في مدينة الرياض وغيرها من مناطق المملكة وتبلغ دروسه الأسبوعية أكثر من 20 درسا في علوم الشريعة المختلفة.