وجه سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مساء الخميس 17/12/2009خطاباً إلى المجاهدين والمرابطين على الحدود الجنوبية من رجال القوات المسلحة وكافة القطاعات العسكرية طالبهم فيه بالصبر في مواجهة عدو مفسد وضال، سعى لإثارة الفتن والتعدي على الأرواح والممتلكات، بعد ان انحرفت أفكاره ، وانسلخ من الأخلاق الكريمة التي تحفظ حقوق الجار. وقال سماحته في الخطاب الذي حصلت ( عناوين ) على نسخة منه أن جهادهم من أفضل القربات ، وأعظم الطاعات ، لانه ذروة سنام الإسلام ، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:" رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" . واكد سماحته ان من يلقى ربه منهم فهم شهداء ووعدهم بالأجر الجزيل فقال سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . واوصى فضيلة المفتي المجاهدين والمرابطين ببعض الوصايا هي: - الوصية الأولى : تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلن ، والبعد عن المعاصي والحرص على أداء الواجبات ، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال : أما بعد : فإني آمرك بتقوى الله على كل حال ، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو ، وأقوى المكيدة في الحرب ، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم ، فإن ذنوب الجيش جند عليه ، وهي أخوف منهم على عدوهم ، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لربهم . - الوصية الثانية : الإخلاص لله ، بأن يكون المرابط والمجاهد صادق النية في الجهاد ، لا يبتغي بجهاده إلا رضاء الله والجنة دون غيرها من حظوظ الدنيا . - الوصية الثالثة : حسن الثقة بالله وطلب العون منه دون سواه ، وأن يكون المرابط واثقاً بنصره ، مقبلاً على طاعته ، مبتعداً عن معصيته ، فإن الله تعالى قد ضمن النصر للمؤمنين المجاهدين فقال { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } وقال أيضاً { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } وهذا النصر المضمون للمؤمنين مشروط بنصرهم لدين الله وحمايته والذود عن حدود المسلمين وحقوقهم وحرماته { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } . - الوصية الرابعة : الثبات في المعركة وعدم الفرار من الزحف ، لقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى? فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }. - الوصية الخامسة : الطاعة فعلى الجندي أن يسارع لطاعة قائده دون تردد في غير معصية أو أثم عملاً بقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } وقوله صلى الله عليه وسلم ( من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني ) رواه مسلم . - الوصية السادسة : الكتمان ، فلا يجوز التحدث بالأمور الحربية ، لأن للأعداء عيوناً تنقل كل كلمة أو إشارة أو تصريح أو خبر قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ }. - الوصية السابعة : احتساب الأجر من الله تعالى لمن أصيب في سيبل الله أو قتل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك ) متفق عليه ، وعن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشرات لما يرى من الكرامة ، وفي رواية لما يرى من فضل الشهادة ) متفق عليه .