ألقى الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, محاضرة عامة, الخميس 19/11/2009, في جامعة جورج تاون العريقة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن, تحدّث فيها عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية في المملكة العربية السعودية. وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية وبما حباها الله سبحانه وتعالى من موقع متميّز كقلب للعالم الإسلامي وموارد مادية وبشرية؛ تعمل بكل طاقتها للقيام بدورها القيادي التاريخي في التعامل مع تحديات التنمية المحلية والاستثمار في مواردها البشرية, بما يحقق استقرارها الداخلي, وينعكس إيجابا على دورها في تحقيق الاستقرار لجيرانها, والتعامل مع القضايا والتحديات الإقليمية والدولية كعضو قيادي فاعل في المجتمع الدولي. وتطرّق سموه على مستوى التنمية المحلية والاستثمار في الموارد البشرية, إلى أحدث لبنات بناء التنمية في المملكة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, مشيرا إلى أنه من ضمن أهداف هذه الجامعة فتح الباب مشرعا أمام اقتصاد مبني على المعرفة, وتأسيس جيل من المهنيين الذين سيخدمون المملكة لأجيال قادمة, وأيضا فتح أبواب جديدة من المجالات لأجيال من المفكرين الذين يمكن لهم تحقيق طموحات قيادتهم في توجيه بلادهم إلى الأفضل والأحسن في كل المجالات. وقال سموه: إن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمملكة العربية السعودية, جعلت لها نفوذا هيّأها لتقوم بدور قيادي في المنطقة, وكذلك على مستوى العالم, مدللا على ذلك بمشاركتها الفاعلة كعضو مهم ضمن مجموعة العشرين الاقتصادية الأهم على مستوى العالم حاليا. وأوضح سموه أن المسؤولية التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية بصفتها راعية لأقدس مدينتين إسلاميتين, أعطاها كذلك ميزة للإسهام في نزع فتيل كثير من الأزمات التي تعصف بالعالم الإسلامي. وبيّن الأمير تركي الفيصل أن المملكة تصرف جزءا غير قليل من ميزانيتها في مجال التعليم, إيمانا منها بأن الاستثمار في تنمية الموارد البشرية هو الاستثمار والثروة الحقيقية لتحقيق الرفاه والنماء على المدى الطويل. واختتم سموه محاضرته بشرح مثالين على مستوى التنمية البشرية في المملكة قال إنهما يجعلانه يفخر بأنه سعودي؛ الأول الدكتورة حياة سندي الحاصلة على شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج العريقة في لندن في تخصص التقنية الحيوية, التي أهلتها أبحاثها واكتشافاتها العلمية غير المسبوقة لرئاسة مركز كامبريدج للأبحاث, ثم الانتقال إلى جامعة هارفارد الأمريكية العريقة ككبيرة العلماء الزائرين في مجال الكيمياء والكيمياء الحيوية؛ والثاني الدكتورة غادة المطيري, التي حصلت مؤخرا على جائزتين مرموقتين في مجال الأبحاث الصيدلية, وعلى منحة لمواصلة أبحاثها في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو. وفي ختام محاضرته أجاب الأمير تركي الفيصل عن أسئلة الحضور من الأساتذة والباحثين والدارسين والمهتمين بالتعرف على مختلف أوجه التنمية في المملكة العربية السعودية.