أكد رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أن المملكة العربية السعودية وبما حباها الله سبحانه وتعالى من موقع متميز كقلب للعالم الإسلامي وموارد مادية وبشرية تعمل بكل طاقتها للقيام بدورها القيادي التاريخي في التعامل مع تحديات التنمية المحلية والاستثمار في مواردها البشرية بما يحقق استقرارها الداخلي وينعكس إيجابا على دورها في تحقيق الاستقرار لجيرانها والتعامل مع القضايا والتحديات الإقليمية والدولية كعضو قيادي فعال في المجتمع الدولي. وأوضح في محاضرة عامة ألقاها أول من أمس في جامعة جورج تاون العريقة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن تحدث فيها عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية في المملكة العربية السعودية، أن المسؤولية التي تضطلع بها المملكة بصفتها راعية لأقدس مدينتين إسلاميتين أعطتها كذلك ميزة للإسهام في نزع فتيل كثير من الأزمات التي تعصف بالعالم الإسلامي. وتطرق على مستوى التنمية المحلية والاستثمار في الموارد البشرية إلى أحدث لبنات بناء التنمية في المملكة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مشيرا إلى أنه من ضمن أهداف هذه الجامعة فتح الباب مشرعا أمام اقتصاد مبني على المعرفة وتأسيس جيل من المهنيين الذين سيخدمون المملكة لأجيال قادمة وأيضا لفتح أبواب جديدة من المجالات لأجيال من المفكرين الذين يمكن لهم تحقيق طموحات قيادتهم في توجيه بلادهم إلى الأفضل والأحسن في كل المجالات. وقال: إن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمملكة العربية السعودية جعلت لها نفوذا هيأها لتقوم بدور قيادي في المنطقة وكذلك على مستوى العالم، مدللا بذلك على مشاركتها الفعالة كعضو مهم ضمن مجموعة العشرين الاقتصادية الأهم على مستوى العالم حاليا. وبين الأمير تركي الفيصل أن المملكة تصرف جزءا غير قليل من ميزانيتها في مجال التعليم إيمانا منها بأن الاستثمار في تنمية الموارد البشرية هو الاستثمار والثروة الحقيقية لتحقيق الرفاه والنماء على المدى الطويل. واختتم محاضرته بشرح مثالين على مستوى التنمية البشرية في المملكة قال إنهما يجعلانه يفخر بأنه سعودي: الأول: الدكتورة حياة سندي الحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة كامبريدج العريقة في لندن في تخصص التقنية الحيوية والتي أهلتها أبحاثها واكتشافاتها العلمية غير المسبوقة لرئاسة مركز كامبريدج للأبحاث ثم الانتقال إلى جامعة هارفارد الأمريكية العريقة ككبيرة العلماء الزائرين في مجال الكيمياء والكيمياء الحيوية، والثاني: الدكتورة غادة المطيري التي حصلت مؤخرا على جائزتين مرموقتين في مجال الأبحاث الصيدلية وعلى منحة لمواصلة أبحاثها في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو. وفي ختام محاضرته أجاب الأمير تركي الفيصل على أسئلة الحضور من الأساتذة والباحثين والدارسين والمهتمين بالتعرف على مختلف أوجه التنمية في المملكة العربية السعودية. ثم حضر حفل الاستقبال الذي أقامته الجامعة على شرفه بحضور رئيس الجامعة وعمداء الكليات المختلفة فيها.