وصف علوي عكاز، زوج المصرية مروة الشربيني التي قُتلت في قاعة محكمة بألمانيا في الأول من شهر يوليو/تموز الماضي، كيف أن المتهم طعن زوجته الحامل 16 طعنة في ثلاث دقائق، وكيف واصل طعنها حتى بعد أن سقطت أرضا. فقد قدَّم عكاز شهادته أمام المحكمة التي بدأت اليوم الإثنين للنظر بالتهم الموجه إلى أليكس "دبليو"، وهو ألماني من أصل روسي ويبلغ من العمر 29 عاما، إذ عُقدت الجلسة في القاعة نفسها التي قُتلت فيها الشربيني في مدينة دريسدن الألمانية. حماية الزوج وقال عكاز إنه سعى جاهدا لحماية زوجته عندما تعرضت للهجوم، "لكن المهاجم واصل طعنها حتى بعد أن كانت قد طُرحت أرضا". ووصف عكاز للمحكمة كيف أن "القاتل" طعنه هو أيضا عندما حاول حماية زوجته، وكيف تعرض للإصابة بطلق ناري في ساقه عندما أطلق عليه حارس الأمن في المحكمة النار خطأ، ظنا منه بأنه هو المهاجم. ووصل زوج الشربيني إلى المحكمة متكئا على عكَّاز، وكان يضع على صدره شارة تحمل صورة زوجته الراحلة. استئناف المتهم كما حضر المتهم أيضا جلسة الإثنين سعيا للاستئناف ضد الغرامة التي فُرضت بحقه بسبب وصفه للشربيني ب "الإرهابية" و"الإسلامية". وكان الادعاء العام الألماني قد اتهم أليكس "دبليو" بطعن مروة الشربيني 16 طعنة في غضون ثلاث دقائق. وأدت تلك الطعنات إلى مقتل مروة، التي كانت تبلغ من العمر 31 عاما وكانت حاملا في شهرها الثالث أثناء وقوع الحادث، أمام ابنها مصطفى، الذي كان يبلغ من العمر وقتها أقل من أربع سنوات. حماية مشددة وشارك نحو 200 رجل شرطة في تأمين الحماية لمبنى المحكمة، وذلك بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن المتهم كان قد تلقى تهديدات بالقتل عبر الإنترنت. وقررت القاضية الألمانية، بيرجيت فيجاند، التي ترأست جلسة الإثنين، تغريم المتهم 50 يورو بعد أن رفض خلع النظارة الشمسية التي كان يرتديها، عندما طلبت منه ذلك. كما حذرته أيضا من فرض غرامة أخرى بحقه عندما رفض الرد على أسئلة حول اسمه ومكان ولادته. جريمة بشعة من جانبه، قال رمزي عز الدين، السفير المصري في ألمانيا، والذي حضر أيضا الجلسة: "إن الشعب المصري ينتظر تحقيق العدالة في هذه الجريمة البشعة". ودعا عز الدين إلى إصدار الحكم بالقضية بأسرع ما يمكن، وإنزال الحكم العادل بحق المتهم بشكل "يتناسب مع بشاعة الجريمة". كما أعلنت مصر أنها تريد إنزال أقصى عقوبة بحق المتهم، وهي السجن المؤبد. فقد جاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية أنه تم تعيين فريق رفيع المستوى من المحامين الألمان على نفقة الدولة المصرية للدفاع عن مصالح أسرة الشربيني، ولضمان حصول المتهم على أقصى عقوبة ممكنة بموجب القانون الألماني. كراهية خالصة من جهة أخرى، قال فرانك هينريتش، ممثل الادعاء العام أمام المحكمة: "لقد طعن المتهم مروة الشربيني بدافع الكراهية الخالصة لغير الأوروبيين والمسلمين". وطالب الادعاء بإنزال أقصى عقوبة بالمتهم، وهي السجن مدى الحياة. أما أكسيل كوهلير، رئيس المجلس المركزي الألماني للمسلمين، فقال إن الجالية الإسلامية تتوقع صدور "إدانة قوية" بحق المتهم. وقال: "نحن نتابع المحاكمة باهتمام بالغ، وخصوصا أن نساءنا وبناتنا بتن خائفات، ويشعرن بمارسة التفرقة ضدهن". اهتمام إعلامي وحظيت قضية مروة الشربيني بتغطية واسعة من جانب الإعلام المصري، وأطلقت بعض الصحف عليها لقب "شهيدة الحجاب". أما وسائل الإعلام الألمانية، فلم تهتم كثيرا بالقضية في بداية الأمر، لكنها أولتها عناية أكبر بعد أن حظيت باهتمام بالغ من قبل الجالية الإسلامية في ألمانيا. وكانت مروة تعمل صيدلانية، بينما كان زوجها يدرس الدكتوراه في جامعة بدريسدن.