يبدو ان حذاء الصحفي العراقي منتصر الزيدي الذي قذفه تجاه الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش في بغداد الشهر الماضي وتداعياته التي وصفت فعلته بانها ضرب من ضروب حرية التعبير عن الراي، اعطى مبررا لشباب من سكان المخيمات الاردنية للبدء بجمع تبرعات وشراء احذية للشعب الفلسطيني تمكنه من تفجير "انتفاضة الاحذية" ضد الاحتلال الاسرائيلي انتقاما للمجازر التي يرتكبها ضد اشقائهم العزل في قطاع غزة. وقال محمود الريحاوي احد القائمين على هذه الفكرة انه ومجموعة من الاصدقاء سيوجهون دعوة الى اصدقائهم في الدول العربية والاسلامية والاجنبية عبر شبكة الانترنت لمناقشة الفكرة ووضع الية تضمن جمع التبرعات بشكل سليم للوصول الى الهدف المنشود من هذه الخطوة التي "سنعمل على ان تصبح حملة يشارك فيها الصغير قبل الكبير من المناصرين لغزة". وكشف انه بعد تجميع مبلغ اول مليون دولار سيتوجهون الى تركيا لمحاولة التعاقد مع شركة تصنيع الاحذية التي تنتج ذات الماركة للحذاء الذي قذفه الزيدي تجاه بوش في بغداد". واشار الى ان موقف الشارع التركي مما يجري في غزة يجعله متفائلا بان تساهم الشركة التركية ذاتها في هذه الحملة بمنحهم خصما يمكنهم من توريد اكبر عدد ممكن من الاحذية الى الشعب الفلسطيني. ويعتقد الريحاوي بانه لا يوجد اي مشكلة في وصول هذه الاحذية في اطار المساعدات الانسانية الموجهة الى الشعب الفلسطيني من قبل الدول العربية والمنظمات الدولية في كافة مدن الضفة الغربية والقطاع على اعتبار انها من الحاجات الانسانية الاولية ما لم ترى اسرائيل غير ذلك". واضاف انهم بصدد التنسيق مع منظمات دولية بهذا الخصوص وانشاء صفحة خاصة عن هذه الفكرة على موقع "الفيس بوك" من اجل مناقشتها والاستفاضة في تبادل الاراء حولها حتى تكون ممنهجة وحتى يكون ل" الحذاء" بعدا سياسيا. ويقول رائد الداير، وهو احد المشاركين في هذه الفكرة، ان محاولة اختيار الماركة نفسها لحذاء الصحفي العراقي منتصر الزيدي فيه امتداد للرسالة العراقية التي وجهت الى الولاياتالمتحدةالامريكية والمجتمع الدولي بان على الجميع التحرك شعبيا ورسميا لرفع الاحتلال الاسرائيلي الجائر عن الشعب الفلسطيني والامريكي عن الشعب العراقي. ويرى ان هذ الفكرة اذا تم التخطيط لها بشكل سليم فسيكون لها دور كبير في لفت انتباه العالم مجددا الى القضية الفلسطينية ومطالب اصحابها باقامة دولتهم المستقلة بعد ان دخل "الحجر" في منظومة المتهمين بالارهاب". الفكرة التي قوبلت باستغراب واستهزاء من قبل سياسين ونقابيين ومواطنيين اردنيين مثل نقيب التجار خليل توفيق الحاج، على اساس ان الاولويات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في غزة هي الدماء والدواء والغذاء، الا انها لم تكن كذلك من قبل اخرين رأوا انها في مكانها خاصة بعد ان انقلب المجتمع الدولي على الفلسطينيين لاستخدامهم السلاح والمقاومة لتحرير ارضهم وشعبهم من الاحتلال الاسرائيلي. وقال الناشط النقابي المحامي محمد الحجوج ان من خلال متابعته لنمطية السلوك الحياتي لابناء المجتمعات الغربية وجد ان ابتكار الاساليب الجديدة في التعبير عن القضايا المختلفة هي فقط ما تلفت انتباههم الى القضية المطلوب لفت انتباههم اليها. وقال ان اطلاق الاحذية على المحتل الاسرائيلي فيه من التعبير ما يجعل الغرب يتفاعل شعبيا مع القضية الفلسطينية واصحابها لتحصيل حقهم من المحتل الاسرائيلي. وضرب مثلا الشعب الامريكي الذي تفاعل بشكل غير مسبوق مع حادثة قذف رئيسه جورج بوش من قبل الصحفي العراقي والتي اصبحت من اكثر اللعب الاكترونية رواجا بين ابناء الشعب الامريكي لا سيما من قبل انصار الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما الذي وضعه الجمهوريين في وضع لا يحسد عليه في الشرق الاوسط.