قد تكون بدائل الرفاهية في مجتمعنا المحافظ محصورة ضمن قائمة ترفيه متوافرة للجميع تقريبا, كالتلفاز والأسواق والمطاعم, بيد أن ثقافة (التوت) الغربية اكتسحت هذه القائمة وتصدّرت قممها, أو (التوب تن). التوت الأسود أو (البلاك بيري), مسمى أطلق على تقنية أحد الهواتف الذكية (السمارت فون), التي تعمل على تنظيم جدول المواعيد والعمل الخاصة برجال الأعمال وذوي المهن المحترفة, كما أنها بريد إلكتروني متنقل يسهّل تداول الرسائل الخاصة بالعمل والمهمة التي لا تحتمل قراراتها التأخير أو التأجيل. وكغيره من الهواتف المحمولة, فإن (البلاك بيري) يحمل جميع خصائص الهواتف المتنقلة, من بلوتوث وتقنية GPRS, وخصائص استقبال الرسائل القصيرة ومتعددة الوسائط, إلا أن ما يميّزه وجود خدمة الماسنجر الخاص بحاملي الهواتف من النوع نفسه، وهي الخاصية التي أدخلتها الشركة المصنّعة لتسهّل تبادل المعلومات والاتصال عبر هذه التقنية المتطورة لحاملي (البلاك بيري) فقط. المضحك في الأمر أن تجد (البلاك بيري) بين يدي فتاة في 18 من عمرها, أو شاب لم يتجاوز مرحلة المراهقة, كل ذلك فقط من أجل الاستفادة من تقنية الماسنجر المجانية بمجرد معرفة ال BP, فيتبادل الجنسان الرسائل عبر الماسنجر بمجرد إدخال رقم التعريف أو BP الخاص بجهاز (البلاك بيري). أثار اهتمامي أن أسال إحدى الفتيات عن سبب اقتنائها (البلاك بيري)؟ فأجابت وبكل ثقة: (علشان الماسنجر), فابتسمت ثم سألتها مرة أخرى: هل أنت سيدة أعمال؟ فأجابت: لكن بحرج هذه المرة (لا أنا طالبة), فقهقهت بدوري, فرمقتني بعدها بنظرة استعجاب قائلة: (الكل عنده), فهززت رأسي وتذكرت المقولة السائدة (مع الخيل يا شقرا). إذا كان اقتناء هذا النوع من الهواتف هو فقط بغرض الترفيه دونما استفادة من الخصائص التي صنع لأجلها, فهنيئا لنا بجيل تقني مرفه. أشدّ على يدي كل أم وأب, فأولادنا أكبادنا لنحرص عليهم. نوف سعد محمد العنبر