يبدو أن فيروس إنفلونزا الخنازير قد حرم الفرنسيين من أكثر لفتاتهم الاجتماعية شيوعا، وهي التقبيل، حيث يُعرف عن سكان البلد الأوروبي العريق ولعهم بالتقبيل من الخدود إلى اليدين، ما دعا حكومة البلاد إلى إطلاق حملة إعلامية لمنع تقبيل الوجنتين, وهو الأكثر شيوعا سواء بين الكبار والصغار، وخصوصا مع اقتراب موسم الإصابة بأمراض الإنفلونزا. وذكرت شبكة (CNN), الإثنين 14/9/2009, أن الأساتذة في المدارس نصحوا تلاميذهم الصغار بتجنّب قبلة الوجنتين, وأن يستبدلوها بقصاصات مرسومة على شكل قلوب يضعونها في "صناديق للقبلات". ومن الوسائل التي أفادت التقارير أنها جاءت بنتيجة إيجابية في منع عادة التقبيل، وضع كمامات للوقاية من الفيروس, وهو الأمر الكفيل بمنع انتشار المرض الذي بات وباء عالميا. وقامت وزارة الصحة الفرنسية بوضع مراكز لتلقي الاتصالات، التي يصل عددها إلى الآلاف يوميا من أشخاص في جميع أنحاء البلاد، يسألون عن أعراض الإنفلونزا، وعن توصيات حول الاحتكاك الجسدي بالآخرين. ومن جهته, شكّك كميل هيركوت، الأستاذ في الجامعة الأمريكية في باريس، بنجاح هذه الحملات قائلا: "إن الفرنسيين عادة ما يحملون روحا ثورية، فهم لا يحبون أن يفعلوا ما يؤمرون به". وأضاف هيركوت: "لذلك؛ فإن كانت هذه الأوامر مهمة, وكانت هناك قوانين حول هذه المسألة في مكاتب العمل، أو أحس المواطنون بالخوف؛ فإنهم سيستجيبون لهذه التعليمات، أما إن لم يكن الأمر كذلك فإنهم سيضربون بكل هذه المسألة عرض الحائط". يشار إلى أنه تم تسجيل ثلاث وفيات بإنفلونزا الخنازير حتى الآن، لكن الحكومة الفرنسية، بحسب التقارير، "لن تغامر أو تهمل هذه المسألة".