أكد الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، أن "الأزمة مع قطر لن تحل طالما لم تعدّل سياستها"، واستبعد أية وساطة دولية لحل الخلاف. جاء ذلك عقب لقائه مع رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة في الرياض أمس الاثنين. وأعطى وزير الخارجية السعودي إشارة واضحة للغضب الخليجي على السياسة القطرية، وذلك فيما يعتبر أول رد فعل سعودي رسمي على قرار سحب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين قررت في الخامس من مارس الجاري سحب سفرائها من الدوحة، فيما أعلنت الدوحة أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أن هذه الخطوة جاءت "لحماية أمنها واستقرارها"، وبسبب عدم التزام قطر بالإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع الدوحة، حول الالتزام بمبادئ العمل الخليجي ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تحكم العلاقات بين الأشقاء، ما اضطرت معه الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما رأته مناسباً.
ورداً على سؤال لمندوب صحيفة "الحياة" حول ما إذا كانت هناك بوادر لانفراج الأزمة السياسية بين الدول الخليجية الثلاث مع قطر، قال الفيصل: "إذا عدلت سياسة الدولة (قطر) التي تسببت في الأزمة سيكون هناك انفراج".
كما أكد الفيصل، في مجمل إجابته على سؤال لمندوب صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه ليست هناك وساطة للولايات المتحدة الأميركية لحل أزمة سحب السفراء من الدوحة، وذلك تزامناً مع الزيارة المرتقبة التي سيجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة نهاية مارس الحالي، والتي ستكون السعودية إحدى محطاتها الرئيسية.
وحول ما إذا كان إقرار الاتحاد الخليجي أضحى بعيد المنال بعد الخلافات التي دبت بين الدول الأعضاء، قال وزير الخارجية السعودي: "لا أعتقد ذلك، لأن الاتحاد أظهر أهمية التعاون والتكافل بين دول المجلس، وإن كان من شيء فالمنطق أقوى".