شن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، واصفاً إياه بالدكتاتور والطاغية والمتسلط. وأضاف الصدر في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي اليوم، بعد إعلانه اعتزال السياسة وحل تياره أن من يحكم العراق ثلة من خارج الحدود. وقال إن حكومة المالكي تتسلط على الشعب العراقي ظلماً، باسم الشيعة والتشيع، وتريق الدماء وتسرق البلاد. كما شدد على أن حكومة المالكي تكمم الأفواه، وتهجر المعارضين وتعتقلهم، كما تستأثر لنفسها بكل شيء ولا تسمع لأي شريك. وشدد على أن من يعارض الحكومة من شيعي أو سني أو كردي يُتهم بالإرهاب.
من جهة أخرى، تمسك زعيم التيار الصدري في العراق بقرار اعتزال السياسة وحل تياره. وأكد أنه سيقف مع الجميع على مسافة واحدة، داعياً أنصاره للمشاركة في الانتخابات المقبلة دون أي تقصير.
وكانت مصادر أشارت لوكالة أنباء حمورابي العراقية إلى أن الصدر قرر اعتزال السياسة بعد كشفه مؤامرة كان يحيكها المالكي للإطاحة بتياره. هذا وينتظر أن تتخذ كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري ووزراء الكتلة موقفاً موحداً من القرار الذي اتخذه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر باعتزال الحياة السياسية. وكان عضو البرلمان عن كتلة الأحرار الصدرية، أمير الكناني، أعلن استقالته ليصبح العضو التاسع عشر من أعضاء التيار الذين يعلنون استقالاتهم. مساري: مقتدى الصدر انتقد حكومة المالكي بشكل لاذع
وتعليقاً على حديث مقتدى الصدر، قال القيادي في ائتلاف متحدون للإصلاح د. أحمد مساري "للعربية الحدث" إن كلام مقتدى الصدر كان واضحا ودقيقا وفيه نقد لاذع لحكومة نوري المالكي، بالإضافة لوصفه لمشاكل وأزمات العراق في الوقت الحالي.
وأضاف: "بقرار اعتزال مقتدى الصدر فقدنا أحد أعمدة الاعتدال في السياسة العراقية، وفيه خسارة كبيرة للبلاد".
وأضاف أنه يفهم من حديث الصدر رغبته هو الشخصية في اعتزال العمل لسياسي، بينما يستمر تياره، وذلك يتضح من دعوته لأنصاره إلى العمل السياسي وفق الضوابط الصحيحة التي تخدم العراق، مشيرا إلى أن مقتدى الصدر سيبقى داعماً لتياره رغم اعتزاله.
وعن المستفيد من اعتزال الصدر للعمل السياسي، قال مساري إن انسحاب زعيم التيار الصدري يأتي لصالح الأطراف الأخرى من التحالف الوطني، ونوري المالكي هو المستفيد الأبرز لأن ذلك سيعزز من حضور المالكي بالعودة لولاية ثالثة. العاني: انسحابه يؤدي إلى اختلال في توازن العملية السياسية
من ناحيته قال د.ظافر العاني عضو البرلمان العراقي ل"العربية" إن قرار مقتدى الصدر بالاعتزال مفاجئ، ولكن نقده وملاحظاته على أداء حكومة المالكي غير مفاجئة.
وأوضح العاني أن مقتدى الصدر كانت له مواقف واضحة تتعلق بإعادة اللحمة الوطنية، مؤكداً أن انسحابه من العمل السياسي خدمة كبيرة لمن يريدون دفع البلاد نحو الحرب الطائفية والاستئثار بالسلطة.
وقال العاني: "ما زالت لنا مناشدات للتيار الصدري بعودته من جديد، لأن فقدانه يؤدي إلى اختلال كبير في التوازن داخل العملية السياسية في العراق".