حصلت "العربية نت" على صور لمساعدات تحمل شعار منظمات دولية تباع على أرصفة شوارع دمشق، وقامت مجموعة "شاهد عيان" بتصوير هذه المواد، ولمزيد من الإيضاح تقول شاهدة العيان "أ.ج": "نراهم في وضح النهار، تأتي سيارات عسكرية مليئة بالشبيحة، وتتجاوز الدور الطويل الذي يتشكل منذ الصباح أمام الجمعيات الخيرية التي تتلقى هذه المساعدات، وتخرج تلك المواد وتضعها في سياراتها وتغادر، دون أن يجرؤ أي شخص سواء من الناس الواقفة أو من الموظفين بالجمعية من التفوه ولا ببنت شفة". ويقول الشاب "م.م" من داخل دمشق وبعد جولة على عدة مناطق "لاحظت منذ أسبوعين وتحديداً عند منطقة جامع ابراهيم الخليل في شارع مساكن برزة مساعدات مخصصة للاجئين السوريين والتي يتم توزيعها عن طريق الجمعيات الخيرية والهلال والصليب الأحمر، تباع على الأرصفة ووثقت الموضوع بصورتين لو أن أحداً رآني وأنا أصور في ذلك المكان الذي يغص بالشبيحة لتحولت إلى جثة هامدة". ويتابع "م.م" أنه يعرف اسم صاحب المحل واسم المحل نفسه ورقمه، إلا أنه لن يجرؤ أن يجرب الشكوى، لأن من يسرق هذه المساعدات هم الشبيحة ورجال الأمن السوريون. وحول الأسعار فإن هذه المواد تباع بأقل من الأسعار النظامية السائدة حالياً في دمشق، فيباع العدس الأحمر والأبيض ب150 ليرة بينما السعر النظامي هو 250 ليرة، ويباع الأرز ب150 ليرة على البسطة التي تعتمد المساعدات سلعة بينما سعره النظامي 220 ليرة. يتصرف النافذون في دمشق على أنهم أولي الأمر وأصحاب البلد دون أن يكون لأولئك النازحين من مدنهم والمهجرين من بيوتهم أي حصة أو حق في البلد، إذ إن سرقة بعض المواد الغذائية يمكن أن تتم التغطية عليها كونها سلع موجودة وصغيرة الحجم، ولكن أن يتم وضع الخيم التي تحمل شعار تلك المنظمات الدولية، ووضعها "كشمسية" أمام المحل للوقاية من الشمس أو المطر، فهو أمر بالغ الوضوح ولا يمكن أن يغيب عن أي مار أو ناظر. وتوجد هذه الخيم على بسطات باب سريجة في دمشق القديمة، ومن المعروف أن هذه البسطات تم وضعها في جميع الشوارع والتقط "م.م" صورة لخيمة موضوعة ك"شادر" لمحل في مساكن برزة مقابل صيدلية المجتهد. يعرف جميع السوريون أن أي مساعدة تصل للحكومة والنظام السوريين لن تصل لمحتاجيها، وبيع هذه المواد أو ذهابها لمنازل الشبيحة العاملين لصالح النظام ليس جديداً. وربما يظن النظام أن اللاجئين السوريين يسكنون على بسطات في أسواق دمشق، ويتقون الشمس على عتبات محلاتها. لم يكتف شبيحة النظام ورجاله بسرقة البيوت علناً وبيعها في أسواق مخصصة لتلك الغاية، بل تعدوا ذلك ليحرم حتى المهجّرين من بيوتهم بعض الإعانات التي لا تكاد تسد الرمق.