لو دار حوار بين "مواطن" و"عضو شورى" عن دور المجلس، لكان جدلا "بيزنطيا".. باستثناء "قلة" يمكن الجزم بأن غالبية أعضاء مجلس الشورى بلا حضور حتى في المجلس ذاته رغم حضورهم أغلب الجلسات. وهنا تقف "سمعة المجلس". سؤال غير مهم: هل فعلا حصل أعضاء مجلس الشورى على إجازة "أسبوع" بعد أطول إجازة لهم والتي بلغت 65 يوما؟ الإعلام قال "نعم".. وافق المجلس على تمتعهم بإجازة أسبوع، والمجلس قال "لا" لم نوافق على ذلك، بل وافقنا على تأجيل جلسة الثلاثاء بعد اليوم الوطني. وكلاهما صحيح؛ لأن تأجيل الجلسة يمنحهم التمتع بأسبوع إجازة. السؤال المهم: لماذا يعتب المجتمع على أعضاء الشورى وهو غير متفائل بهم ولا يهتم بأخبارهم ولا يعرف أغلب أسمائهم؟ فكر قليلا.. لماذا لا تتفاءل بأخبار مجلس الشورى؟ وحاول أن تغوص أبعد في أعماق العلاقة بين المواطن وعضو الشورى وبين المجتمع والمجلس؟ حين نال أعضاء مجلس الشورى أطول إجازة سنوية تبلغ 65 يوما هذا العام.. نالتهم سياط السخرية والتهكم بأنهم أصلا في إجازة دائمة، وأن غيابهم لا يستلزم عذرا طبيا أو إجازة اضطرارية!، وحين صوت أعضاء الشورى في أول يوم بعد الإجازة على تأجيل جلسة المجلس التي تصادف الثلاثاء الذي يلي اليوم الوطني؛ ليستفيدوا من إجازة أسبوع جديدة، جاءت التعليقات على المجلس وهوس أعضائه بالإجازات. وحين يصوت المجلس على قرار مهم للمواطن لا تجد من يهتم بذلك؛ لاعتقاد الكثير بأن أي موضوع يناقشه مجلس الشورى يهلكه العمل البيروقراطي فيموت في أدراج المجلس، إن لم تنقذه الدولة بقرار لا يعتمد على دراسة الشورى. ربما يعود دافع القطيعة بين المواطن وعضو مجلس الشورى إلى انتهاج المجلس أسلوب القطيعة مع المجتمع. فلا حضور لأعضاء المجلس في المجتمع باستثناء القلة. وبعضهم يدخل المجلس ويغادره بعد سنوات، ولا أحد يعرف اسمه أو شكله، حتى أبناء منطقته!. وهنا: لماذا لا يكون لكل عضو شورى دور في منطقته؟ (بين قوسين) من ينقذ سمعة الشورى؟.. الحل بين المجلس وأعضائه.