تشهد مدينة بريدة منذ غرة شهر شوال الجاري انطلاقة مهرجان بريدة للتمور، الذي يعد تظاهرة اقتصادية موسمية, ويستمر على مدى 75 يوماً. ويقع سوق تمور بريدة على مساحة تبلغ 161 ألف متر مربع لكامل المدينة و35 ألف متر مربع لساحة الحراج ومظلة بمساحة 7000 متر مربع. وتميز السوق هذا العام بقوته الشرائية التي من المتوقع أن تتجاوز العام الماضي والبالغة مليارين ريال, كرقم قياسي يبين قوة السوق وتعدد الأصناف والأنواع المعروضة فيه, حيث تبلغ 45 صنفاً يمثل السكري منها 80%، كما تميز بروعة التنظيم وجهود أمانة منطقة القصيم وفريق العمل النموذجي الذي تبنى خطة الأمانة لتنظيم مهرجان بريدة للتمور وإقامة مركز النخلة الذي يقدم خدماته لرواد المدينة حيث تحولت الأفكار والرؤى إلى واقع. وأصبح السوق من المهرجانات المتميزة بالمملكة وله دور بارز في تحقيق مقاصد التنمية والنمو الاقتصادي، وتوفير الفرص المتعددة لجميع شرائح المجتمع للاستفادة منه وزيادة معدلات الدخل اليومي، موفراً أكثر من ثلاثة الألف وظيفة للشباب. واستطاع القائمون على السوق تجاوز حدوده الجغرافية من خلال إيجاد سوقاً الكترونياً تتنافس فيه كبرى الشركات الغذائية بالمملكة ودول الخليج للحصول على أجود أنواع التمور تعقد به الصفقات التجارية التي يجرى تحديد السعر لها داخل السوق. وأوضح أمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد أن المهرجان أصبح موقعاً مهماً في العالم لتجميع التمور حيث يستقبل السوق يومياً 950 سيارة محملة بالتمور أي ما يقارب 500 آلف عبوة من مختلف الأنواع وتصل مبيعاته إلى 20 مليون ريال يومياً، يباع فيها أنتاج ستة ملايين نخلة، مبرزاً دور القطاع الخاص والعام في دعم المهرجان لتحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية. من جانبه لفت الرئيس التنفيذي للمهرجان الدكتور خالد النقيدان إلى أن مهرجان بريدة للتمور من أهم المهرجانات التي تهتم بها الأمانة من حيث تنظيم السوق وتسهيل مهمة المزارعين والدلالين وانسيابية حركة الزوار، حيث يستقبل السوق أطنانا من التمور يومياً موزعة على 28 مساراً تقسم للدلالين لعرض التمور وليسهل على إدارة السوق معرفة وإحصاء عدد السيارات ونوعية التمور وكميتها، ثم يتم توزيع الدلالين المسجلين رسمياً لدى إدارة السوق على هذه السيارات بمتابعة وإشراف من المراقبين. من جانب آخر أوضح أخصائي التغذية في صحة القصيم فهد السنيدي أن التمر يعد غذاءً مثالياً وكافياً للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض والألياف والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها, مبيناً أن التمر غني بالمواد السكرية الضرورية للإنسان مثل سكر الجلوكوز والفركتوز والسكروز، كما يحتوي على فيتامينات (أ، ب) بالإضافة إلى الحديد والكالسيوم والفسفور والزنك، كما يحتوي على 16 حامضاً أمينياً أهمها حامض النيكوتيك وحامض الارجنين ونسبة متوسطة من البروتين والدهون. وأكد السنيدي أن التمر ملين طبيعي يحمي من الإمساك وما يترتب عليه من عسر الهضم، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركه فإن لم يجد فالماء فإنه طهور) رواه الترمذي.