مدارسنا، بعضها يفتقر لوجود الفصول الكافية والمختبرات والمعامل والمسارح والملاعب الرياضية، وبعضها مستأجر بالكاد يضم ساحات لوقوف الطلبة في طوابير الصباح أو التنزه في أوقات الفسح لتناول المرطبات، ثم بعد ذلك تريدونها أن تستوعب اسطبلات ومضامير الخيل لحصص الفروسية ؟! أما كوادرنا التعليمية فتعاني من نقص أعداد المعلمين في العديد من التخصصات، وتعجز عن توظيف الخريجين العاطلين بسبب عدم توفر الوظائف التعليمية لدى وزارة الخدمة المدنية، مما سبب تكدس الفصل بالطلاب وضغط نصاب المعلمين بالحصص، ثم بعد ذلك تريدون أن نخلق وظائف لسائسي الخيل ومدربي الفروسية ؟! مدارسنا يا سادة لا تحتاج إلى حصص في الفروسية بقدر ما تحتاج تعليميا وتربويا وإداريا وفكريا لسد عجزها وتعويض نقصها وإقالة عثراتها لتنهض بالتعليم نهوضا فاعلا يواكب طموحات بلد يريد أن يسخر ثرواته المادية والبشرية للارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة التي سبقته بأقل من إمكاناته، هذه هي الفروسية الحقيقية التي تحتاجها مسيرتنا التعليمية.. فروسية تقفز به على ظهر المستقبل لا ظهور الجياد ! وإذا كانت الوزارة تملك فائضا من المال والتفكير، فأولى به أن ينفق في استكمال بناء المدارس وتجهيز المختبرات والمعامل والمسارح والملاعب لتكون مدارسنا مدارس مثالية لصناعة جيل مؤهل يتحدى المستقبل ويمتطي صهوته !