تشهد العاصمة الأردنية هذه الأيام حراكا شبابيا غير مسبوق يدعو إلى مقاطعة الأفلام والمسلسلات الأمريكية والاستعاضة عنها بالمسلسلات التركية المدبلجة التي تعرض على شاشة mbc وبعض الفضائيات العربية. والحملة العفوية التي يقوم بها شباب من الجامعات الأردنية تندرج في سياق التضامن مع الموقف التركي السياسي الرافض للسياسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمتثمل في انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الأسبوع الماضي التي شارك بها رئيس إسرائيل شمعون بيريز. وقال موزع الأفلام في الأردن عمرو أبو عمرو ل (عناوين)، إن مثل هذه الحملة قد تؤثر في إيرادات دور السينما ولكن بشكل محدود. ويعتقد أبو عمرو أن مثل هذه الحملات غالبا ما تكون متأثرة بحدث معين وتزول بعد زوال الحدث، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص الذين يعرفهم قاطعوا سجائر المالبورو بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وما أن انتهت الحرب حتى عادوا إليها. وقال إن البديل في حال تفاعل الناس مع هذه المقاطعة ستكون الأفلام العربية التي لا يكون عرضها لوحدها مجديا بالنسبة لأصحاب دور السينما في الأردن، كون قليلة مقارنة بالأفلام الأمريكية من حيث عدد الأفلام المنتجة بالسنة الواحدة، وكذلك إيراداتها التي تشكل نسبة كبيرة من حجم الإيراد الكلي لدور السينما. ورصد مراسل (عناوين) في عمان تفاعلا كبيرا مع هذه الحملة الذي يتفاعل معها الشباب على شبكة الإنترنت والرسائل الخلوية، التي يهدد نجاحها بسقوط ويل سميث وتوم كروز في دور السينما الأردنية. وقال مؤيد البستنجي، طالب جامعي، إنه ومجموعة من زملائه استنبطوا الفكرة من دعوة نواب إردنيين إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية واستبدالها بتركية. وكان 33 نائبا دعوا في مذكرة نيابية إلى دعم البضائع التركية وتقوية اقتصادها للدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية في منح الفلسطينيين حقهم بإقامة دولتهم المستقلة. ويقول البستنجي إنه اجتمع وثلاثة من أصدقائه ودرسوا فكرة إطلاق حملة لمقاطعة "هوليوود" والدعوة لمتابعة الدراما التركية التي اجتاحت الوطن العربي في الآونة الأخيرة. وبين أنهم بدؤوا بإرسال رسائل خلوية قصيرة وكذلك عبر البريد الإلكتروني إلى أصدقائهم وعوائلهم للتفاعل مع حملتهم، مشيرا إلى أنهم بصدد إنشاء موقع على الفيس بوك خاص بالحملة التي أطلقوا عليها مبدئيا اسم " لعيون أردوغان". ويأمل القائمون على هذه الحملة أن تنتشر عربيا وتنجح في التأثير على صانع القرار الأمريكي من خلال سلاح الدراما والسينما. من جهته قال الطالب في الجامعة الأردنية أنور أبو العينينن إنه تسلم دعوة من أصحاب المبادرة وقرر التفاعل معها، ولا سيما من خلال مقاطعة الأفلام الأمريكية المعروضة حاليا في دور السينما الأردنية. أما رائد أبو سن فقال إنه لن يتوانى عن دعم الحملة والتوجه إلى المسلسلات التركية بسبب موقف أردوغان من الحرب الإسرائيلية على غزة وتأثير قوة بلاده على إسرائيل التي تخشى أن تخسر أنقرة بسبب سياسة قادتها. ورأت آرام كيلاني أن فكرة الحملة جميلة وأنها ستقف إلى جانبها لإنجاحها. وفي حال نجاح هذه الحملة فإن أفلام ويل سميث وتوم كروز المعروضة حاليا في الأردن ستتعرض إلى خسائر فادحة بحسب ما أسر به أحد مديري دور السينما لمراسل (عناوين)؛ فقد أكد المدير أن 70 في المائة من إيراداتهم السنوية تأتي من خلال أفلام هوليوود وليس الأفلام العربية كما يعتقد بعضهم. وقال إن 15 في المائة من إيرادات أفلام هوليوود تأتي من المنطقة العربية والشرق الأوسط.