ربما يكون السبب في ذلك تأخر حلول فصل الربيع أو ربما تكون مؤامرة للتأثير على هوليوود عاصمة صناعة السينما في العالم. أيا كان السبب فإن مشاهير عاصمة السينما يستسلمون الواحد تلو الاخر لسهام كيوبيد لدرجة أن وسائل الاعلام المحلية تكاد لا تلاحق قصص الغرام المتلاحقة لنجوم هوليوود. فأينما يتوجه المرء هذه الايام في هوليوود فإن أخبار غراميات النجوم تطالعه في كل مكان ولعلها من أكثرها إثارة حمل النجمة جينفير جارنر من صديقها بن آفليك فيما تتابع وسائل الاعلام لحظة بلحظة علاقة النجم الوسيم براد بيت والنجمة آنجلينا جولي وهي العلاقة التي سماها أحد الصحفيين «برانجلينا». وبينما لا تتوقف وسائل الاعلام عن الحديث عن العلاقة بين النجم توم كروز وكاتي هولمز اللذين تسميهما الصحافة الان «توم كات» إلا أن كثيرين يعتقدون أن العلاقة ليست سوى حيلة دعائية للترويج لفيلميهما المقبلين «حرب الاكوان» و«باتمان يبدأ». ولم تكتف مدينة النجوم بهذه الاخبار المثيرة ولكنها شهدت أمس الثلاثاء مفاجأة من العيار الثقيل بعد إعلان مفاجئ عن زفاف النجمة رينيه زيلوجر والمغني كيني تشيسني. وفيما مضى كان بوسع المرء معرفة أخبار مثل هذه العلاقات في الصحف النصفية الشعبية مثل ناشيونال انكوايرر أو في مجلات النميمة مثل يو.إس ويكلي أو بيبول ولكن يمكن مطالعة مثل هذه الاخبار الان على صفحات صحف مثل نيويورك تايمز التي نشرت مقالا عن المليونيرة اللعوب باريس هيلتون وريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية. وأثارت صحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة في شئون الاقتصاد وأسواق المال دهشة قرائها في العالم حينما نشرت تحقيقا مطولا عن علاقات النجوم في هوليوود ضمن أحد ملاحقها يوم الاثنين الماضي. ولكن أستاذ الحضارة الشهير روبرت طومسون كان أحد القلائل الذين لم يندهشوا من أن يحتل أنصاف الالهة من رموز الثقافة الشعبية منابر المثقفين الكبار. وقال طومسون «هذه العلاقات وأبطالها هم سلعة جديدة.. الصحف والمجلات تعتمد عليهم في التوزيع بصورة كبيرة ويجب أن تغطي وول ستريت جورنال نفس الامر». وأضاف أستاذ الحضارة أنه إذا كان بإمكان مقال عن علاقات براد بيت العاطفية أو النساء في حياة توم كروز المساعدة في زيادة توزيع الصحيفة فلن يعترض أحد في شركة داو جونز التي تصدر الصحيفة على ذلك. ويعتقد طومسون أن الهوس بالنجوم أمر متأصل في الثقافة الحديثة التي تغيب عنها الطبقة الارستقراطية التي كانت تميز المجتمعات القديمة كما تغيب عنها قصص حياة الريف التقليدي كما أن شهرة الافلام الامريكية في العالم أكسبت الاهتمام بهذه العلاقات طابعا دوليا على نحو متزايد. لكن من الانصاف القول إن تحقيق صحيفة وول ستريت جورنال ركز على مبيعات شباك التذاكر المخيبة للامال لنجوم هوليود الذين تربطهم علاقات غرامية مثل ريتشارد بيرتون وإليزابيث تيلور (اللذين كان فيلمهما «كليوباترا» فشلا ذريعا من حيث مبيعات التذاكر) والنجمين بن أفليك وجنيفر لوبيز اللذين أصيب فيملهما «جيجلي» بالسكتة الفنية في دور العرض. وربما كان سبب هذه «اللعنة» التي تصيب أفلام النجوم العشاق هو أن ظهور النجوم بشكل مستمر على صفحات الجرائد والمجلات بسبب علاقاتهم وأسرارهم يسبب تخمة لدى المشاهد. كما أن نشر أنباء عن خيانة أحد النجوم لزوجته ليرتبط بعلاقة مع بطلة الفيلم يثير غضب جمهوره ويجعلهم يشكون في أخلاقياته. ولكن إذا كانت النظرية الاخيرة صحيحة فإن ذلك لا يبشر بخير للفيلم المقبل للنجمين بيت وجولي والذي يحمل اسم «السيد والسيدة سميث» والذي يدور حول زوجين من القتلة المأجورين يكلف كل منهما بقتل الاخر. وكان بيت يعيش على ما يبدو حياة زوجية سعيدة مع نجمة مسلسل «فريندز» (الاصدقاء) جنيفر أنيستون إلا إن العش السعيد انهار فور تعرفه على جولي عن قرب أثناء تصوير الفيلم ودارت شائعات كثيرة عن علاقتهما وأنها كانت سببا مباشرا في طلاق أسعد زوجين في هوليوود.