مُنذ افتتاح عدد من الإدارات النسائية في القطاع العام والخاص، وأصبح هناك مراجعات لمٌعاملات النسائية باستقلالية تامة داخل تلك الإدارات، إلاّ أنّ الغريب في الأمر أنّ مجموعة من النساء يدخلن من دون كشف وجوههن أمام تلك الموظفات، وهو ما يثير تحفظاً وربما شكوكاً حول هذا الرفض خوفاً من أن يكون المراجع من جنس آخر!. ولا يزال بعض النساء يرتدين "البرقع" أو "النقاب" أو يكتفين في أحيانٍ كثيرة باللثمة داخل الأماكن النسائية في الجهات الحكومية، والبنوك، وبعض الأسواق النسائية المغلقة؛ مما يخلق عدة تساؤلات حولهن، ويثير شكوكاً تتعلق بكون هذا الشخص رجلاً يرتدي ملابس نسائية. وأبدت (ن. س )لموقع msnاخبار السعوديه استياءها وامتعاضها الشديد من هذا السلوك، واصفةً إياه بالمقلق، حيث أنّ لبس "البرقع" في الأماكن النسائية المغلقة غير المختلطة يعدّ تصرفاً غريباً وغير مستساغ، مبيّنةً أنّها لا تحب التواجد في أمكان مخصصة للنساء بها امرأة تضع "برقعاً" أو لثمة، ومهما حاولت أن تبدي ارتياحًا فإنها تفشل، مرجعةً سبب مخاوفها من هذا السلوك إلى كثرة ما تقرأ عنه في الصحف، والمواقع الإلكترونية، من قصص لرجال استطاعوا الدخول إلى أماكن تجمع النساء، أو حتى العائلات، بعد تنكرهم بلبس الملابس النسائية كالعباءة والبرقع. واعتبرت "ع ز م" هذا التصرف سلوكاً مثيراً، مبينةً أنّ ارتداء المرأة للبرقع أو النقاب داخل الأماكن النسائية المغلقة استفزاز للموجودين، وغالباً من تفعل ذلك تكون كبيرة في السن بحيث لا يمكن أن تتخلى عن هذا الأمر بدعوى أنّه عادة أو تقليد قديم، أو أنّها من بيئة اجتماعية متشددة، مؤكّدةً على أنّ هذا السلوك مهما كان الغرض منه يبقى مثيراً من وجود إمرأة بين نساء وفي مكان مخصص لهن وتغطي وجهها عنهن. ودافعت "هند" عن لبس "البرقع" أو "النقاب" في الأماكن النسائية المغلقة، معتبرةً ذلك حرية شخصية، ويأتي ذلك -بحسب رأيها- إذا لم ترتب المرأة نفسها وتتجهز، حيث تضطر أحيانًا أن تزور أحد البنوك أو التواجد في مكانٍ نسائي مغلق كالأسواق النسائية، وتكتفي حينها بلبس "البرقع" الذي لا ضرر منه، طالما أنّها امرأة، مشيرةً إلى أنّه يتوجب على الأخريات احترام تصرفها كحرية شخصية، مشددةً على أنّ المرأة لا يمكن أن تخطئ في امرأة مثلها، وعلى من تتخوف من امرأة تلبس "البرقع" أن تدرك أنّ ذلك خوف لا مبرر له. وبيّنت "س الدوسري" - موظفة أمن في بنك - أنّ تغطية المرأة لوجهها في الأماكن النسائية الخاصة غير منتشر بشكل كبير، مشيرةً إلى وجوده لأسباب مختلفة لا علاقة لها بالأمن، لافتةً انتباه النساء إلى كفاءة موظفات الأمن داخل الأماكن النسائية على تنوعها، فهن بحسب مهامهن الوظيفية يعملن على التحقق من شخصية كل امرأة قبل أن تدخل، سواء كانت تضع البرقع أم لا؛ عن طريق التفتيش كما في المدن الترفيهية، أو سؤالهن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الأماكن الأخرى، مؤكّدةً على عدم وجود ما يثير القلق على المستوى الأمني، ولمزيد من الاحتياط بعد حدوث بعض المشاكل البسيطة فإنّ أكثر الأماكن النسائية المغلقة الآن تمنع دخول "البرقع"، وتضع لوحات إرشادية تفاديًا لأي إحراج وفسرت "ف أحمد" - اخصائية نفسية - هذا السلوك بإصابة بعض النساء بمرض الرهاب الاجتماعي؛ حيث تكون المرأة التي تتصرف بهذ الطريقة مصابة بمرض نفسي يفقدها القدرة على التحكم بتصرفاتها داخل الأماكن النسائية - وإن كانت مغلقة -، في حال كشفت عن وجهها، وذلك بسبب كثرة النساء حولها، فتتصبب عرقاً وقد يحمر وجهها، وفي بعض الحالات يتغير صوتها، وتنتفض يداها بلا سبب واضح، فتبدو مرتبكة وقلقة.
وحذرت "عزة الموسى" - أخصائية اجتماعية - النساء من مسألة التهاون مع الفتيات اللواتي يلجأن للبس النقاب داخل الأماكن النسائية المغلقة، معتبرةً ذلك تعمد لإخفاء هوياتهن، مشددةً على مسألة الثقة بالمرأة التي تتعمد إخفاء وجهها داخل الأماكن النسائية المغلقة، حيث توفرت لها الكثير من الخصوصية، لا سيما من الفتيات الصغيرات في السن من اللواتي لا يبدو عليهن التمسك بالعادات والتقاليد التي اندثرت منذ سنوات، ولا يمكن أن تصدق أمر إعجابهن بها، منوهةً أنّ كثيراً من الفتيات الخارجات من منازلهن بدون إذن أهاليهم يعمدن إلى هذه الطريقة؛ بغية التخفي خشية أن يتعرف عليهن أحد من الأقارب.