انتشر منذ عام خبر في إحدى الصحف المحلية يقول إن بعض النساء لا يزلن يتغطين عن أزواجهن إلى هذه اللحظة، حتى بعد إنجاب الأطفال. وذكر الخبر أنهن يتغطين كذلك عند الجلوس مع النساء الأخريات. وأوضح الخبر أنهن بقين على هذه العادات القديمة التي كانت تفرض عليهن من قبل آبائهن وأجدادهن. وقد انتشرت قصة قبل فترة من الزمن عن شخص كاد يطلق زوجته عندما خرج من المنزل ثم نسي مفتاح السيارة داخل البيت، وعند رجوعه صادف وجود زوجته التي كانت تغطي وجهها عنه وهي كاشفة الوجه، وهي التي لم تكن تتوقع رجوعه. وقد عاتبها زوجها على فعلتها، وكاد يطلقها لولا توسلاتها بعدم كشف وجهها مرة أخرى، على الرغم من أنه لا يوجد أحد في البيت سواهما! حجاب مطور وعلى الجانب الآخر كان الحجاب في مدننا وقرانا في الماضي هو غطاء الوجه المعروف، أي تغطيته بالكامل، لكننا فوجئنا بتطورات مذهلة أصابت الحجاب في مقتل خلال السنوات الأخيرة؛ فقد تطور الحجاب خلال عشر سنوات فأصبح برقعا ثم نقابا ثم وصل الآن إلى طرحة النينجا، فاللثمة وأخيرا كشف الوجه. وما بين المتقبلين والرافضين تثور الأسئلة.. فما الحجاب الشرعي؟ وما حكمه؟ وما قصته؟.. ولماذا تم فرضه؟.. وعمن تحجب المرأة وجهها؟ حجاب ولغة في البداية، الحجاب لغة هو الساتر، وحجب الشيء ستره، وامرأة محجوبة أي امرأة قد سُترت بستر. وعادة ما يسمى غطاء رأس المرأة بالحجاب في الدول العربية والإسلامية. وأغلب علماء الإسلام يرون وجوب الحجاب على المرأة، وإن كانوا يختلفون في هيئته؛ فمنهم من يرى أن على المرأة ستر جميع جسدها بما فيه وجهها، والبعض يرى جواز كشف الوجه والكفين. أشكال وألوان تقول سارة بدر: “الحجاب أخذ تدريجيا أشكالا عدة”. وأضافت: “كان قديما لا يُعرف في المجتمع السعودي سوى البرقع، أي غطاء الوجه بفتحتين كبيرتين للعينين، بينهما فاصل”. وأوضحت: “وأصبح الآن طي النسيان، ولا ترتديه سوى المسنات”. وقالت: “ظهر بعده النقاب الذي لقي انتشارا واسعا في الثمانينيات”. وذكرت: “ثم ظهرت بعد ذلك الطرحة، وهي توضع فوق الرأس مثل القبعة”. وأشارت إلى أن “الفتيات رحن يتنافسن في اعتمار أحدث الطرحات الموجودة في الأسواق، إضافة إلى الشال والعباءة”. غير شرعي وترى منيرة سعيد أن “النساء هذه الأيام يعانين مرض حب الظهور والتميز؛ فتحاول بعضهن التميز بوضع حجاب لافت بألوان جذابة؛ كي يصبحن معروفات”. وأضافت: “هذا على عكس ما كانت عليه النساء في السابق؛ إذ كن متساويات ومتفقات على حجاب واحد”. وأوضحت: “أكثر من يتفاخرن بلبس هذا الحجاب هن المراهقات، واللاتي لا يجدن رقيبا عليهن من أسرهن”. وذكرت: “تجد الأب والأم غير مباليين بمراقبة بناتهما، وطريقة لبسهن وخروجهن للأسواق والشوارع بحجاب غير شرعي”. خطر قادم أما عبدالله علي، بائع في محل مجوهرات، فيقول: “كنا نرى سابقا الحجاب أو غطاء الوجه شيئا أساسيا في الأسواق والشوارع”. وأضاف: “لم نكن نرى كشف الوجه منتشرا إلا قليلا جدا”. وأوضح: “اليوم لا نميز بين بعض المواطنات والأجنبيات؛ حيث إن كشف الوجه انتشر بصورة غير طبيعية”. وأشار إلى أنهن “اتخذن اللثمة أو تغطية الفم فقط، وباقي الوجه مكشوف”. وذكر: “وأيضا هناك من تتغطى في الشارع، وتكشف الوجه داخل بعض المحال”. واستغرب من اعتبارهن هذا “كأنه أصبح شيئا عاديا بالنسبة إليهن!”. أضاف: “وذلك بعد أن كنا لا نرى كشف الوجه إلا في الأجنبيات”. ورأى ضرورة أن تكون هناك توعية أسرية وإعلامية بهذا الخطر القادم. طرحة النينجا وقال أبو ناصر، موظف بنك: “في الماضي كان الحجاب أو غطاء الوجه معروفا، وهو تغطية الوجه بالكامل؛ لأن مجتمعنا الماضي كان محافظا أكثر من اليوم”. وأضاف: “لقد تطور الحجاب خلال السنوات العشر الماضية من برقع ثم نقاب ثم طرحة النينجا، وهي المرتفعة من فوق الرأس، ثم اللثمة وأخيرا كشف الوجه تدريجيا”. ورأى أبو ناصر أن الحجاب بدأ يزول تدريجيا بين الفتيات. وأشار إلى أن تغطية الوجه بالكامل أصبحت شيئا من الماضي. واستغرب من بعض الفتيات اللاتي يكشفن وجوههن للأجانب بحجة أنه مجرد أجنبي. وقال: “لا نعلم ماذا ستحمل لنا السنوات المقبلة من تطورات، خاصة هذا التطور الذي وصل إلى آخر حدوده!”.