فشل يوفنتوس في فك عقدة ملعب سان باولو الذي لم يحقق عليه الفوز منذ عام 2000 وخرج بنصف الخسائر بعدما سقط في فخ التعادل أمام نابولي في المباراة المثيرة التي جمعت بين الفريقين في افتتاح منافسات الأسبوع السابع والعشرين من الدوري الإيطالي (الكالتشيو) مساء الجمعة. وسيظل شبح سان باولو يطارد السيدة العجوز (59 نقطة) لمدة أطول، حيث كان آخر فوز له على نفس الملعب منذ 13 عاماً وتحديداً في مباراة الذهاب بالدوري (2-1)، ليتجمد الفارق مع نابولي (53) عند ست نقاط. تقدم يوفنتوس الأول عبر رأسية جورجيو كيليني في الدقيقة العاشرة، وعادل نابولي النتيجة من تصويبة صاروخية حملت توقيع إينلر في الدقيقة 43. وكان اليوفي يأمل في ضرب عصفورين بحجر، من خلال فك عقدة هذا الملعب العنيد، والابتعاد بصدارة الكالتشيو بتسع نقاط، ولكن أحلامه ذهبت أدراج الرياح. وتحمل هذه المباراة القريبة من كونها "ديربي"، تنافساً جماهيراً شديداً رغم تباعد الناديين جغرافياً. وصام كافاني مهاجم نابولي عن التهديف للمباراة الخامسة على التوالي في الدوري. اتبع المدير الفني لليوفي ، انطونيو كاونتي بأسلوبه المعتاد 3-5-2 ودفع بالثلاثي بارزالي وبونوتشي وكيليني (المتعافي من إصابة) في الدفاع، وفيدال (العائد من الإيقاف) وماركيزيو في الارتكاز، وبيرلو وليشتشتاينر وبيلوسو في الوسط، لدعم الثنائي جيوفينكو وفوسينيتش، وجاء العملاق بوفون في حراسة المرمى. أما والتر ماتزاري فقد لعب بطريقة 3-4-2-1، بإشراك دي سانتيس في حراسة المرمى، وبريتوس وكانافارو وكامبانيارو في الدفاع، وإينلر وبرامي كإرتكاز، وزونيجا وماجيو في الوسط، وهامسيك وبانديف خلف كافاني في الهجوم. بادر نابولي بالهجوم في الدقائق القليلة الأولى من اللقاء، وضغط بشكل مكثف على دفاعات فريق يوفنتوس الذي تراجع لتأمين مناطقه الخلفية قبل أن يتحكم في مجريات الأمور ويرسل دوريات استطلاع لمرمى الحارس دي سانتيس. مع مرور الدقائق الأولى، دخل اليوفي في أجواء المباراة وبدأ في التأقلم مع أجواء ملعب سان باولو، واستطاع أن يسكت جماهير نابولي بفضل هدف رائع صنعه المخضرم بيرلو من عرضية متقنة ذهبت لرأس كيليني الذي ارتقى عالياً للكرة ليسددها بقوة في شباك حارس نابولي. اهتزت ثقة نابولي في نفسه، واستغل البيانكونيري الفرصة للهجوم ومضاعفة النتيجة وأضاع فوسينيتش فرصة لا تصدق في وضع انفراد حيث سدد الكرة بغير اتقان ليحولها الحارس دي سانتيس لركنية في الدقيقة 19. ظهرت محاولات نابولي من أجل اختراق العمق الدفاعي للسيدة العجوز، ولكن تلك التحركات قابلها صلابة دفاعية من اليوفي الذي زاد عن منطقته بكل قوة وحرم أصحاب الأرض من الاقتراب من مرمى العملاق بوفون. وبحل فردي، استطاع إيلنر أن يشعل ملعب سان باولو بهدف التعادل في الدقيقة 43 أي قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين، بعدما سجل هدفاً من تصويبة صاروخية بيمناه، غيرت اتجاهها بشكل طفيف اثر ارتطامها برأس بونوتشي لتسكن الكرة شباك بوفون. وحصل كافاني على بطاقة صفراء بعدما وجه ضربة بمرفقه إلى كيليني ليسقط المدافع أرضاً، قبل أن يتعافي مجدداً من اثر الصدمة ويستكمل المباراة. في الشوط الثاني، ارتفع إيقاع اللعب وتسلح الفريقان بسلاح التصويبات من خارج المنطقة لفك شفرات الدفاع المعقدة، وأطلق هامسيك تسديدة صاروخية تصدى لها بوفون بمهارة. استحوذ نابولى على الكرة وحاصر البيانكونيري داخل منطقته في الثلث الأول من الشوط وكاد أن يحرز هدف التقدم في أكثر من مناسبة، نظراً للانتشار الجيد والإصرار الكبير الذي ظهر على لاعبي نابولي الذين تلقوا دعماً كبيراً من الجماهير التي زادت من سخونة المباراة، إلا أن بوفون كان بالمرصاد لكل الكرات. واصل الحارس بوفون تألقه وتصدى لفرصة خطيرة من هامسيك (تصويبة من خارج المنطقة)، لترتد الكرة لدزيمايلي "البديل" الذي سدد الكرة بغرابة خارج الشباك، في فرصة كانت كفيلة بمنح أصحاب الأرض هدف التقدم. اختفى يوفنتوس تماماً في آخر ربع ساعة من المباراة واكتفى بالتصويب والتمرير دون تركيز، وترك المجال لنابولي الذي صال وجال وهدد مرمى البيانكونيري وكان الأجدر بخطف هدف الفوز. استمر الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية معلناً التعادل.