رغم انتشار فن رسم "الجرافيتي" في المجتمعات السعودية، فإن أفراد المجتمع ما زالوا ينعتون هواة هذا الفن بالمرض النفسي، وينعتون فنهم بالتخريب، مطالبين بإيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة، وفقاً لصحيفة "الحياة". كما اعتبرته كل من إدارة تعليم وأمانة جدة سلوكاً لا بد من محاربته، لما يسببه لهما من أضرار مالية، إلا أن شرطة جدة اعتبرت الهواية السلبية مخالفة يتعهد عليها صاحبها على أنها مخالفة وليست قضية جنائية. وفي ظل النظرة السوداوية التي يعاني منها هواة الرسم "الجرافيتي" من أفراد المجتمع من جهة، وافتقارهم للدعم من الجهات المختصة من جهة أخرى، يطالب الهواة بتوفير أماكن لهم لممارسة هواياتهم والدعم لتنمية وتدريب ذوي الهواية المكبوتة، لتأتي البشرى من رئيس الجمعية العربية للثقافة والفنون في جدة عبدالله التعزي ليكشف عن تعاونهم مع الأمانة في تخصيص أماكن في مدينة جدة لإتاحة الفرصة للهواة. من جهة أخرى، يرى الطبيب النفسي، محمد شاوش، أنه يوجد نوعان من الكتابة على الجدران: إيجابي وسلبي، معتبراً السلبي ترجمة لعوامل وضغوط نفسية يعاني منها الشاب المخرب، مطالباً بتوفير أماكن لتنمية موهبة الفن "الجرافيتي" الإيجابي. ويعبر هذا الفن عن مكنون الإنسان وترجمة ما يدور في داخله وما يشعر به إلى العيان، حيث أخذ طرقاً عدة حتى ظهر في ستينيات القرن الماضي فن "الجرافيتي" في مدينة نيويورك بإلهام من موسيقى "الهيب هوب"، ويعتقد بعض النقاد أن ذلك الفن كان موجوداً منذ القدم في الحضارة الإغريقية، الفرعونية، والرومانية. وتحول "الجرافيتي" إلى فن من الفنون في الآونة الأخيرة، في شكل رسائل سياسية واجتماعية، وشكل من أشكال الدعاية في بعض الدول الأوروبية، إذ أنشئت شركات كبرى للاهتمام بهذا الرسم وتصنيع الأدوات المستخدمة للرسامين والهواة، ويعتبر أيضاً أحد أشكال الفن الحديث.