تتباين النظرة السعودية الحكومية إلى شبان فن «الجرافيتي»، الذي يتمثل في الرسم على الجدران بين «الإعجاب» و«الرفض»، فالأول يعدهم مبدعين يزيلون لغة الصمت عن جدران المدينة، فيما يصفهم الآخر بالمعتلِّين النفسيين، مستدلين ببعض الرسومات التي تصور بشراً أو حيوانات مرعبة. (للمزيد) وفيما ترى بعض الإدارات الحكومية - ولا سيما التعليمية، أن هذا النوع من الفن الذي يعود إلى عصور الإغريق والرومان، ظاهرة سلبية تستوجب العقاب - تقف مؤسسات حكومية أخرى متمثلةً في «الأمانة» وجمعية الفنون موقف الداعم لهم، بتخصيص مواقع يستطيعون من خلالها التنفيس عن إبداعاتهم التي تمثل الخط الفاصل بين «الرعب» و«الجمال». وكشف رئيس الجمعية العربية للثقافة والفنون في جدة عبدالله التعزي ل«الحياة» عن تقدم الجمعية لمشروع «أمانة جدة»، والمتمثل في السماح لفناني الجمعية وموهوبيها بالرسم الجرافيتي والكتابة على الجدران في مدينة جدة، تحددها «الأمانة» في أماكن عدة من المدينة، لمساعدة الهواة على إبراز إبداعاتهم للسكان بالشكل اللائق، حيث توضع على أبرز معالم المدينة. وأكد المدير الإعلامي التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة عبدالمجيد الغامدي ل«الحياة» أن المنشآت المدرسية من أكثر الجهات المتضررة من الكتابة والرسم على الجدران، وهو ما يترتب عليه تكاليف مادية كبيرة للصيانة والإصلاح.