مُني ريال مدريد بهزيمته الثالثة في الدوري الأسباني الموسم الحالي على يد مضيفه ريال بيتيس بهدف وحيد في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الأسبوع الثالث عشر على ملعب لاروزاليدا مساء السبت. وتجمد رصيد ريال مدريد عند 26 نقطة ليظل في المركز الثالث بينما تقدم بيتيس خطوة جديدة ليحتل المركز الخامس مؤقتا برصيد 22 نقطة في انتظار انتهاء باقي منافسات الجولة.
أحرز هدف المباراة الوحيد اللاعب بينات في الدقيقة 17.
سيطر ريال مدريد على مجريات اللعب معظم أوقات المباراة، وأهدر لاعبوه العديد من الفرص على مدار الشوطين، كما ساهم تألق الحارس ادريان في حرمان لاعبي الفريق الملكي من التسجيل، والحفاظ على شباك بيتيس نظيفة.
وتعرض ريال مدريد لظلم تحكيمي من الحكام المساعدين بعد احتساب أكثر من خطأ والغاء هدفين بداعي التسلل، أظهرت الإعادة التلفزيونية صحة أحدهما بشكل كبير.
اعتمد المدربان على طريقة 4-2-3-1، ودفع مورينيو بكريم بنزيمة وحيدا في الهجوم ومن خلفه الثلاثي الخطير انخل دي ماريا ومسعود اوزيل وكريستيانو رونالدو، بينما تمركز الثنائي سامي خضيرة وتشابي الونسو في منتصف الملعب. ولم يطرأ على الخط الدفاعي أي تغيير منذ المباراة السابقة في الليجا في وجود الرباعي راموس وبيبي وكوانتراو واربيلوا.
وفضّل بيبي ميل مدرب بيتيس الاعتماد على كاسترو في الهجوم، مدعوما بكل من اجرا وسيفيا وبيريز لوبيز، كما أشرك بينات وكاناس في منتصف الملعب.
ورغم خوض ريال مدريد المباراة خارج ملعبه، لكنه بادر بالهجوم أولا، واستحوذ على الكرة بنسبة أكبر في بداية الشوط الأول مستغلا انطلاقات الخطيرين رونالدو ودي ماريا. وانطلق رونالدو في الجبهة اليسرى مستخدما مهارته قبل أن يمرر كرة سحرية إلى خضيرة القادم من الخلف ليسدد لاعب الوسط الألماني بجوار القائم بقليل رغم وجوده في وضعية مثالية لإحراز هدف في الدقيقة 10.
استمر الفريق الملكي في انطلاقه للهجوم بكثافة، ولم يؤمن دفاعاته تحسبا لتعرضه لهدف مفاجئ، وهو ماحدث بالفعل بعدما استخلص اللاعب بنيات كرة حائرة أمام منطقة الجزاء للفريق الضيف وتخلص من رقابة سامي خضيرة قبل أن يسدد باتقان على يمين الحارس ايكر كاسياس في الدقيقة 17.
ازدادت دوافع رونالدو ورفاقه لهز شباك بيتيس خاصة بعد التأخر بهدف، وكثفوا هجماتهم بشكل كبير في ظل اعتماد بيتس على أسلوب الدفاع المتقدم ومصيدة التسلل التي أفسدت العديد من الهجمات المدريدية.
سنحت فرصة مثالية للفريق الملكي لمعادلة النتيجة بعدما انطلق رونالدو قبل أن يمرر إلى أوزيل، الذي أهدى الكرة بدوره إلى دي ماريا الذي سدد أعلى المرمى وسط دهشة من زملائه بعد مرور أكثر من نصف ساعة. وألغى حكم المباراة هدفا مثيرا للجدل بداعي التسلل بعدما ارتقى كريم بنزيمة وحول برأسه ركلة حرة مباشرة نفذها الونسو إلى مرمى أصحاب الأرض قبل 7 دقائق من صافرة نهاية الشوط الأول الذي حسمه ريال بيتيس بهدف نظيف.
ثار المدرب الاستثنائي "مورينيو" مع بداية الشوط الثاني، وتذكر وجود لاعب اسمه ريكاردو كاكا في قائمة فريقه – بسبب ندرة مشاركاته مع الريال – ودفع به بجوار الكرواتي لوكا مودريتش بدلا من سامي خضيرة ومسعود اوزيل في خطوة جريئة هجوميا.
وبعد مرور 10 دقائق من بداية الشوط الثاني، أفسد الحكم خيسوس مانزانو فرحة لاعبي "الميرينجي" ومدربهم بعدما ألغى هدفا صحيحا لبنزيمة بداعي التسلل، بينما أظهرت الإعادة التلفزيونية صحة موقف اللاعب الفرنسي ليتخذ الحكم قرارا خاطئا، غير أن الحارس ادريان كان قد سمع صافرة "التسلل" وهو ما دفعه بالسماح للكرة لكي تسكن الشباك دون طائل.
أحدث نزول كاكا انتعاشة كبيرة في الهجوم المدريدي، وسدد اللاعب البرازيلي كرة قوية كادت أن تعلن عن هدف التعادل للفريق الضيف لولا وجود الحارس ادريان في المكان والزمان المناسب.
عزز مورينيو انتعاشة الريال الهجومية بنزول كاييخون بدلا من دي ماريا الذي أهدر العديد من الفرص خاصة في الشوط الأول.
استمر الريال في سيطرته على مجريات الأمور، واستحوذ على الكرة بنسبة 67 %، لكن ذلك لم يمنع بيتيس من شن هجمات مرتدة في غاية الخطورة، كاد أن يعزز من تقدمه من احداها عندما انطلق مولينا في الجبهة اليمنى ومرر إلى كاسترو المنفرد لكن الأخير سدد حارج المرمى.
بذل لاعبو الريال كل ما في وسعهم لتحقيق التعادل، لكن تألق الحارس ادريان ساهم في الإبقاء على شباك فريقه نظيفة خاصة بعد تصديه الرائع لتسديدة صاروخية من رونالدو الذي حاول استعادة ذاكرة التهديف عن طريق الركلات الحرة المباشرة.
طالب لاعبو ريال مدريد بركلة الجزاء بعدما سدد كاكا كرة قوية اصطدمت بيد أحد مدافعي بيتيس داخل المنطقة المحظورة غير أن الحكم أشار إلى استكمال اللعب.
مرت الدقائق بسرعة البرق على لاعبي الريال، ولم يسعفهم الوقت لإحراز التعادل ليخسر أبناء مورينيو للمرة الثالثة في الليجا الموسم الحالي، وليمنح غريمه برشلونة فرصه للابتعاد بالصدارة بفارق 11 نقطة عنه!