حافظ كريستيانو رونالدو على "تاج" ريال مدريد من نار ريال بيتيس التي أشعل بها اللقاء الذي إنتهى للنادي الملكي 3-2 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب بينتو فيامارين بالأندلس ، معقل بيتيس ضمن مباريات الأسبوع 27 من الدوري الأسباني لكرة القدم ، وبذلك يواصل الفريق الملكي تصدره لليجا ويرفع رصيده ل 70 نقطة بفارق 13 نقطة عن برشلونة الذي يلعب غدا ضمن مباريات نفس الأسبوع أمام راسينج سانتاندير ، بينما إستمر ريال بيتيس في المركز الثالث عشر برصيد 30 نقطة جاءت المباراة مثيرة ، وقوية ممتلئة باللمحات الفنية من لاعبي الفريقين ، وخاصة في الشوط الثاني .. أحرز لبيتيس مولينا في الدقيقة العاشرة ، ومنتيرو في الدقيقة 55 ، بينما أحرز لريال مدريد هيجوين في الدقيقة 25 وكريستيانو رونالدو هدفين في الدقيقتين 52 و73 ليرفع رصيد أهدافه الثعلب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للنادي الملكي ، بحث خلال هذا اللقاء عن الثلاث نقاط دون النظر إلى المركز المتأخر لمنافسه في ترتيب جدول الدوري ، أو إقامة المباراة على أرض الفريق الأندلسي وبين جماهيره ، فلم يفكر سوى في الفوز بأقل مجهود ممكن لمواصلة تصدر الدوري بفارق 13 نقطة لحين لقاء برشلونة غداً .. ولذلك لعب بطريقته المعتادة وهي 4-2-3-1 معتمدا على تقدم هيجوين ، ومن خلفه الثلاثي كريستيانو رونالدو من الجهة اليسرى ، وكاكا من المنتصف ، ومسعود أوزيل المتألق مؤخرا في الجهة اليمنى. وفي المقابل أدرك الاسباني بيبي ميل المدير الفني لريال بيتيس ، أن فريقه سيلعب هذه المباراة للشهرة أكثر من حاجته لنقاط اللقاء الثلاثة ، فهو سيواجه الفريق المتصدر لليجا المتخم بالنجوم ، ولن ينتقده أحد إذا تلقى الهزيمة ، ولكن الجميع سيحمله على الأعناق إذا حقق الفوز ، وكان سببا في عودة الصراع قويا مرة أخرى بين الكتالونيين والملكيين ، ولذلك لعب بطريقة 4-3-3 معتمدا على الثلاثي الهجومي جيفرسون مونتيرو ، وجورجي مولينا ، وروبين كاسترو مارتين. رغم البداية الملكية التي أعطت إنطباعا أن زملاء رونالدو سيحققون هدفهم بسهولة عندما إمتلكوا زمام المبادرة ، وسط إنكماش نجوم بيتيس لتصل الكرة بعد ثلاث دقائق فقط لكاكا ، الذي مررها عرضية لكريستيانو ، فسددها مباشرة إلا أن راميريز حارس بيتيس حوله لركنية .. ووضح إعتماد مورينيو على إستراتيجيته المعتادة في الضغط من منتصف الملعب ، من خلال سامي خضيرة ، وتشابي ألونسو ، وتمرير الكرات السريعة لكريستيانو ، وهيجوين ، وأوزيل معتمدا على الفوارق المهارية التي تنصب دائما في صالحهم. الكتيبة الأندلسية التي تؤدي وسط جماهيرهم بحماس ، إعتمدت على إغلاق مناطق المناورات من خلال الكثافة العددية في المناطق الخلفية ، لتألق المدافعين تومار ، وجونيور ، وخوسي دورادو ، وسانتا ماريا الذين إستطاعوا القضاء على خطورة لاعبو الهجوم الملكي ، وإعتمدوا على الهجمات المرتدة السريعة للتحول من الدفاع إلى الهجوم مستغلين سرعة المهاجمين مارتين ، ومولينا وبالفعل في الدقيقة العاشرة يستقبل كاسترو مارتين مهاجم ريال بيتيس كرة أمامية مررها سريعا لمولينا المنفرد الذي سددها مباشرة ، لتسكن شباك الحارس كاسياس أعلى رأسه محرزا الهدف الأول ، الذي جاء بمثابة الصدمة لعشاق النادي الملكي . الكبار دائما لا يظهرون سوى في الأوقات العصيبة ، وهو ما فعله نجوم مدريد عندما إندفعوا للهجوم مرة أخرى ، بعدما أدركوا صعوبة موقفهم وتحرر كريستيانو من الجهة اليسرى وإنضم إلى هيجوين على حدود المنطقة ، وترك مساحته للمندفع من الخلف مارسيلو الذي أحدث كثافة عددية أجبرت لاعبو بيتيس على العودة من جديد للمناطق الدفاعية ، وفي الدقيقة 25 مرر أوزيل كرة أمامية للسريع هيجوين خلف الدفاعات الأندلسية ، فسددها قوية بقدمه اليمنى لتسكن الزاوية اليسرى الضيقة لحارس بيتيس راميريز محرزا هدف التعادل . الدقائق الأخيرة من هذا الشوط كادت أن ترفض إنتهائه بالتعادل ، عندما سدد سالفا سيفيلا لاعب وسط بيتيس ركلة حرة مباشرة ، ولكن العارضة تعاطفت مع كاسياس حارس مدريد لترتد الكرة خطيرة لكريستيانو المنفرد في الجهة المقابلة ، ولكنه أطاح بها بغرابة شديدة لينتهي الشوط بالتعادل . السيناريو الذي كتبه مورينيو للاعبيه بين شوطي المباراة وضحت ملاحمه مع الدقائق الأولى من خلال تحرر اللاعبين من مراكزهم وإستمرار إنضمام رونالدو لزميله هيجوين داخل منطقة الجزاء ولم تمر سوى 7 دقائق فقط حتى توغل مارسيلو من الجهة اليسرى ومرر بينية لرونالدو المنفرد الذي سدد مباشرة في المرمى في الزاوية اليمنى للحارس راميريز محرزاً هدف التقدم للنادي الملكي . الهدف لم يكن محبطاً لأصحاب الأرض بل زاد من عزيمتهم وإندفعوا للهجوم ولم تمر سوى ثلاث دقائق فقط حتى لعب سالفا سيفيلا ركنية من الجهة اليسرى لتصل لجيفرسون مونتيرو سددها بيمينه أرضية لتسكن الزاوية اليمنى لكاسياس محرزا هدف التعادل . لقب الليجا الغائب منذ أعوام والإنفراد بالصدارة بفارق كبير من النقاط عن المنافس الأزلي البارسا كان صوب أعين لاعبي النادي الملكي الذين لم يهتموا بالدفاع فالهزيمة بالنسبة لهم مثل التعادل فإندفعوا للهجوم من جديد وأصبحت الكرات أكثر سرعة لإختراق الدفاعات الأندلسية .. ومن ركنية في الدقيقة 73 لعب كاكا عرضية قابلها راموس مباشرة إرتدت من الحارس راميريز لتجد رونالدو المتواجد دائما في المكان المناسب وسددها مباشرة بيسراه محرزا الهدف الثالث لفريقه والثاني له ويثبت أنه الورقة الرابحة للمدريدين هذا الموسم . لم يقف بيبي ميل المدير الفني لبيتيس متفرجا في الوقت المتبقي ودفع بالمهاجم المخضرم سانتا كروز لتعديل النتيجة ولكن دفاعات النادي الملكي وقفت بالمرصاد لمحاولات الأندلسيين بالإضافة إلى حكم اللقاء الذي لم يحتسب ركلة جزاء طالب بها لاعبو بيتيس لتنتهي المباراة بفوز ريال مدريد 3-2 في مباراة عصيبة للمتصدر ولكنه كريستيانو الذي إعتاد أن يقول كلمته في المباريات الهامة هذا الموسم.