دافعت الحكومة البريطانية عن استراتيجيتها في أفغانستان بعد أن تخطى عدد القتلى من الجنود البريطانيين هناك حجم الخسائر في العراق. فقد بعث رئيس الوزراء جوردون براون برسالة إلى لجنة برلمانية قال فيها: إن حكومته تسير على النهج الصحيح في أفغانستان. وقال براون في رسالة وجهها إلى لجنة العلاقات في مجلس العموم: إنه "رغم الإصابات الأخيرة في صفوف الجنود البريطانيين, إلا أن القادة العسكريين يعتقدون أنهم سينجحون في تحقيق أهدافهم". ووصف براون الحدود الباكستانية الأفغانية بالوعاء الجديد للإرهاب الذي يربط ثلاثة أرباع خطط الإرهاب الخطيرة ضد بريطانيا. وفي وقت سابق, حذّر براون من أن قوات بلاده في أفغانستان تواجه صيفا صعبا للغاية في قتالها ضد طالبان. وأضاف أن عزم بريطانيا على "دحر التمرد وضمان إجراء الانتخابات في أفغانستان في أغسطس 2009 لا يلين". من جهته, قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: إنه من المهم أن يفهم الشعب البريطاني أهمية المهمة المنفّذة هناك. وأضاف: "كل تعازينا إلى الذين فقدوا أحباءهم هناك, لقد كانت الأيام القليلة الماضية عصيبة ومحزنة بالنسبة إليهم، وإلى الجيش البريطاني، وإلى البلد". وتابع الوزير البريطاني قائلا: "وبينما ندرك أن مهنية وشجاعة الجنود الذين أرسلناهم هناك لا يُعلى عليها، فإننا نعرف أنهم يقومون بمهة صعبة للغاية، وعلينا الاضطلاع بمسؤولية إفهام الشعب البريطاني طبيعة المهمة الملقاة على عاتقهم ومنحها الدعم اللازم". وأضاف ميليناند أن المنطقة التي يعمل فيها الجنود البريطانيون تحتضن الإرهاب الدولي، متابعا أن المهمة تتطب مساعدة أفغانستان على الدفاع عن نفسها في وجه هؤلاء المسلحين وتحسين حكومتها. أما زعيم المعارضة، ديفيد كاميرون, فقال: إن "مقتل هذا العدد الكبير من الجنود العاملين سيصيب البلد كله بصدمة". وأضاف كاميرون أن شجاعة هؤلاء الجنود "مميزة, لقد كانوا يحاربون من أجل منع الإرهاب من شوارع بريطانيا". لكن كاميرون تابع أنه يتعيّن على الحكومة "شرح استراتيجيتها في أفغانستان" وتزويد الجنود بالمعدات الرئيسية. ومضى زعيم المعارضة قائلا: إن "من العار أن قواتنا لا تزال في حاجة إلى طائرات الهيلوكبتر التي تحتاج إليها بشدة عند تنقلها في هلمند". وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت أن 5 جنود قتلوا الجمعة 10/7 في أفغانستان، ما يرفع عدد القتلى إلى 8 جنود منذ الخميس 9/7/ 2009. وينتمي الجنود القتلى إلى كتيبة البنادق الثانية، وقد قتلوا في تفجيرين منفصلين عندما كانوا في دورية راجلة في إقليم هلمند. وبذلك، يرتفع عدد الجنود البريطانيين القتلى في أفغانستان منذ عام 2001 إلى 184 جنديا, أي أكثر من عدد الجنود البريطانيين القتلى في العراق. (نقلا عن شبكة بي بي سي)