حقق بروسيا دورتموند الألماني إنتصاراً تاريخياً ،هو الأول للفريق على ريال مدريد بهدفين لهدف في المواجهة التي جمعت بين الفريقين مساء الاربعاء بملعب إيدونا بارك ضمن لقاءات الجولة الثالثة بالمجموعة الرابعة لدوري أبطال أوروبا. تقدم ليفاندوفيسكي في الدقيقة 36 ،ورد رونالدو سريعاً في الدقيقة 38 قبل أن ينجح شيملزر في إحراز هدف الفوز في الدقيقة 64،ليضع فريقه في صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط ،بينما توقف رصيد الريال عند 6 نقاط تراجع بها للمركز الثاني. يذكر أن الريال لم يفز في ألمانيا منذ 12 عاماً ،وكان أخر فوز على الأندية الألمانية قد حققه عام 2001 بصعوبة على ليفركوزين. جاء الشوط الأول بلا متعة حقيقية بين الفريقين الكبيرين في ظل إستحواذ للريال وواقعية من دورتموند في التعامل مع قيمة الفريق الإسباني. ضغط أصحاب الأرض بقوة في الشوط الثاني ووصلوا لمرمى كاسياس أكثر من مرة حتى حققوا مبتغاهم،ولم تكن ردة الفعل المدريدية كافية لتعديل النتيجة. دخل كلا المدربين بحسابات فنية متشابهة إلى حد كبير مع إعتماد كليهما على طريقة 4-2-3-1،وإعتمد يورجن كلوب في دفاعه على الرباعي شيملزر وهوميلس وسوبيتيتش وبيززسك،أمامه محوري الإرتكاز كيل وبندر ،مع تكليف الثلاثي جروسكروتز وجوتزه وريوس بمهام هجومية وإمداد ليفاندوفيسكي رأس الحربة الوحيد بالكرات . مورينيو بخوضه اللقاء بهذه الطريقة فقد أدخل تعديلاً بسيطاً على طريقة 4-3-3 التي إعتاد أن يخوض بها كل لقاءاته السابقة ،وذلك في محاولة منه لإحكام السيطرة على منطقة الوسط والحد من خطورة الهجوم الألماني.إظطر "المو" للدفع بايسيان في مركز الظهير الأيسر لغياب الثنائي مارسيلو وكوينتراو كما قام بإشراك راموس كظهير ايسر لغياب اربيلوا وإعتمد في لقب الدفاع على الثنائي فاران وبيبي.ودفع بالثنائي الونسو وخضيرة كمحوري إرتكاز أمامه ثلاثي يحمل جينات هجومية ويضم رونالدو وأوزيل ودي ماريا وإكتفى ببنزيمة كرأس حربة وحيد. حاول بروسيا إرهاب الريال وحصاره في مناطقه الدفاعية مع بداية اللقاء،لكن نجوم الريال نجحوا في التعامل مع هذا البداية ببراعة بفضل الضغط على لاعبي بروسيا في الوسط وإستخلاصهم الكرة. تحرك رونالدو بشكل جيد وتسببت إنطلاقاته في إزعاج الدفاع الألماني،وإنطلق النجم البرتغالي في هجمة منظمة بعد قطع الكرة وإخترق الجبهة اليسرى ولعب كرة عرضية فشل أوزيل في تحويلها داخل المرمى الخالي. عانى بروسيا كثيراً من أجل إختراق دفاعات الريال ،ما إضطر لاعبوه إلى اللجوء للتسديد من خارج منطقة الجزاء ،وفي الدقيقة 13 باغت كيل كاسياس بصاروخ قوي لكن يقظة الحارس الإسباني أنقذت الموقف. لم تمر 18 دقيقة إلا وتعرض الريال لضربة قوية بإصابة نجم الوسط خضيرة ليضطر مورينيو لإشراك مودريتش للقيام بنفس المهام . الريال نجح في إمتلاك زمام الأمور والإستحواذ على الكرة بنسبة أكبر ،لكن عدم التعاون بين الرباعي رونالدو وأوزيل ودي ماريا وبنزيمة قلل الكثير من فاعلية الهجوم. لعب بروسيا بواقعية أكبر رغم إستحواذ الريال،ونجحوا في تهديد مرمى الإسبان خاصة من خلال التسديدات القوية والتي كاد كيل أن يفتتح التسجيل من إحداها في الدقيقة 26 لولا تألق كاسياس. تحسن أداء أصحاب الأرض في منطقة الوسط ،ومن خطأ في التمرير من بيبي ،أهدى النشيط سيباستيان كيل تمريرة رائعة للمنطلق ليفاندوفيسكي ،لينجح الأخير في إختراق منطقة الجزاء ويطلق صاروخا لا يصد ولايرد سكن شباك كاسياس في الدقيقة 36. الرد الملكي جاء سريعاً للغاية من جملة مشابهة عندما أرسل مسعود أوزيل كرة لرونالدو المخترق من الجبهة اليسرى الذي لعب الكرة بمهارة من فوق الحارس فايدنفلر محرزاً هدف التعادل في الدقيقة 38. بداية الشوط الثاني جاءت مثير للغاية من خلال ضغط قوي للألمان على الدفاع الإسباني وتألق غير عادي لكاسياس في التصدي لكل هذه المحاولات والتي كانت أخطرها من تسديدة قوية من جوتزه. التقدم الألماني للهجوم ترك مساحات كبيرة في الدفاع منحت حرية أكبر لهجوم الريال بقيادة رونالدو في تنظيم هجمات مرتدة ،ومن إحدى هذه الهجمات إنطلق دي ماريا ووصل لحدود المنطقة في الدقيقة 55 وسدد كرة قوية مرت بجوار القائم. واصلت الماكينات الألمانية هجومها بقوة بحثاً عن التقدم وكان لها ما أرادت في الدقيقة 64 عندما إنطلق جوتزه في الجبهة اليمنى وأرسل كرة عرضية أبعدها كاسياس بيده لتجد شيملزر الذي أطلق تسديدة قوية فشل كاسياس في التصدي لها لتسكن شباكه معلنة عن ثاني الأهداف. أهدر الالماني مسعود اوزيل فرصة التعدل في الدقيقة 66 بعدما إخترق في العمق ودخل منطقة الجزاء لكنه فشل في تسديد الكرة بغرابة شديدة ،وأجرى كلوب تغييره الاول بإشراك جوندوجان بدلاً من بندر. حاول مورينيو تنشيط هجومه فقام بسحب بنزيمة الحاضر الغائب ،وأشرك هيجواين في الدقيقة 70 ،وبالفعل إستعاد الريال نشاطه الهجومي وبدأ يهدد مرمى دورتموند الذي تراجع نسبياً للخلف معتمداً على الهجوم المرتد. قبل النهاية بخمس دقائق أجرى كلوب تغييراً جديداً بإشراك شيبير بدلاً من جوتزه الذي بذل مجهوداً كبيراً،ثم عاد ودفع ببيرسيتش بدلاً من ريوس.