تصلنا يومياً على بريد (عناوين) وعلى بريد محررينا العشرات من الرسائل التي تحمل مضامين وصوراً ومقاطع فيديو منوعة، منها ما هو قديم ومنها ما هو جديد، ومنها ما هو طبي ومنها ماهو رياضي أو طريف أو غريب، وحيث إن الأعم منها مفيد للغاية فهو نتاج ملخصات أو مواد منتقاة بعناية أو كلمات مختارة بدقة فإننا قررنا نشر ما نرى فيه فائدة أو طرفة مما يصلنا ليشاركنا قرّاء (عناوين) الفائدة نفسها، ونكرر أن منها ما هو قديم جدا أو مكرر أو مشاهد من قبل، ولكننا نفترض أن هناك مَن لم يقرأ هذا النص أو يشاهد ذاك المقطع. كتب في أول جواز السفر الأميركي: «حامل هذا الجواز تحت حماية الولاياتالمتحدة الأميركية فوق أي أرض وتحت أي سماء». وكتب في أول جواز السفر الكندي: «نحرك أسطولنا من أجلك». ويكتب في بعض جوازات السفر الدول العربية: «عند فقدان الجواز يعرض حامله للتحقيق ودفع غرامة مالية»! وكتب في آخر جواز السفر القطري: «هذا الجواز ملك للدولة ويمكن سحبه أو إلغاء مفعوله»! الملاحظة أن جميع التوصيات السابقة موجهة لحامله، وحامله في هذا المقام هو المواطن!! توصيات الأميركي تجعل هذا المواطن الأميركي (حامله) هامته عالية في أي مكان في العالم، فهو يدرك أنه يمثل أهمية لبلاده ولحكومته، وتمكنه من دخول أي سفارة للولايات المتحدة الأميركية لتسهيل أي مهمة له جبراً دون منة أو أذى! الأمر نفسه للمواطن الكندي الذي يشعر بعزة نفس وفخر، كيف لا والأسطول الكندي برمته يمكن أن يتحرك لأجله؟! أما التوصية العربية فهي تتحدث عن نفسها، الهاجس الأمني دائماً في المقدمة -على طول تحقيق- ثم عملية التسول من المواطن وتغريمه على كل خطأ يرتكبه لزيادة حصيلة الخزانة! والقصة الحقيقة تكمن في التوصية القطرية: «هذا الجواز ملك للدولة ويمكن سحبه أو إلغاء مفعوله» .نحن ندرك أننا لسنا دولة عظمى في عالم اليوم، ولا نملك أسطولاً بحرياً يكتسح البحار والمحيطات، لكن هل خلت التوصيات لكي لا نجد إلا هذه التوصية لترافق المواطن في حله وترحاله؟! ما المشاعر التي يمكن أن يحملها المواطن وفق هذه المفردة «هذا الجواز ملك للدولة ويمكن سحبه أو إلغاء مفعوله»؟! نعم إنه ملك للدولة ونعلم أن بالإمكان سحبه أو إلغاءه، يدرك كل مواطن ذلك، وهو هاجسه ولا يخرج منه إلا بخروج روحه! لكن هل هناك ما استدعى وجود مثل هذه التوصية في جوازه؟! لم هذه الرغبة من البعض في تشليح المواطن من روابط العزة بالمواطنة؟! ألم يحن الوقت لتعديل هذه العبارة بعبارة أخرى تعزز من وطنيته وتبث فيه الطمأنينة، وتعزز فيه روح الانتماء؟! نتمنى ذلك، ولتكن «حامل هذا الجواز يحظى بكل الرعاية والحماية في أي قطر من أقطار العالم». (بقلم: فيصل المرزوقي ..كاتب قطري بصحيفة العرب)