حين كانت عقارب الساعة بملعب أرينا بمدينة لفيف الأوكرانية تشير الى مرور 84 دقيقة على مباراة البرتغال والدنمارك، كان جمهور "سيليساو أوروبا" يستشيط غضبا في المدرجات وأمام الشاشات من قرار المدرب باولو بنتو بإدخال الجناح سيلفستري فاريلا الى المستطيل الأخضر، حيث لم يجدوا فيه صفات البطل القادر على ترجيح كفة منتخب بلاده في تلك الدقائق المعدودة. كانت النتيجة تشير الى التعادل بهدفين لكل منتخب، فقد فرطت البرتغال في فوز كان في المتناول، بعد أن كانت متقدمة بهدفين لبيبي وبوستيجا، إذ نجح احفاد الفايكنج في معادلة النتيجة عن طريق العملاق نيكلاس بيندنر قبل عشر دقائق على صافرة الختام. ظهر كريستيانو رونالدو كالشبح داخل الملعب، فلم تراهن الجماهير عليه ليهب الانتصار لبلاده، بل انتظرت الفرج من مقاعد البدلاء، لكنها لم تثق في خيار الدفع بفاريلا، لا سيما أنه أهدر فرصة هدف مؤكد في مباراة ألمانيا الأولى قبل 5 أيام، كانت كفيلة بانقاذ منتخب بلاده من الهزيمة بهدف نظيف. لكن نجم بورتو الأسمر، أو كما يلقب ب"دروجبا البرتغال"، كان عند حسن الظن، فلم تمر أكثر من ثلاث دقائق على نزوله حتى سجل هدف الفوز في الوقت القاتل، لينصب نفسه بطلا للأمسية. الحق يقال أن التوفيق ساند فاريلا هذه المرة، بعد أن عانده امام المانشافت، فجاء الهدف بطريقة كوميدية بعض الشئ، لكن وقعه كان سعيدا ومبهجا على أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية، وصادما ومريرا على المنتمين لمنتخب "الديناميت الأحمر". تسلم فاريلا عرضية متقنة من فابيو كوينتراو، فسدد بشكل غريب في المرة الأولى ليهدر فرصة الفوز التاريخية، لكن القدر كان رحيما به حين ارتدت له الكرة سريعا، فأبى أن يلدغ من نفس الجحر مرتين، وسددها بشكل رائع مخترقة الشباك، ليكون مصدرا لسعادة عشرة ملايين نسمة في بلاده بعد أن أبكاهم قبل ايام. ولمن لا يعرف فاريلا، فهو ابن ال27 ربيعا الذي لعب في صفوف سبورتنج أولا قبل ان ينتقل لريكرياتيفو دي أويلبا ومن بعده فيتوريا سيتوبال، لكن ذاع صيته حين ارتدى قميص بورتو في 2009 ، ومن حينها سجل 21 هدفا في 65 مباراة، ليصبح معشوق جماهير "التنانين"، قبل أن تكون يورو 2012 فرصة ذهبية للتعارف مع جمهور الكرة العالمي.