قالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) مساء الثلاثاء 12 يونيو، إن مئات الآلاف من عمّال البناء والإنشاءات الوافدين إلى قطر، يواجهون مخاطر جادة، داعيةً السلطات القطرية والإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى حماية حقوق العمّال خلال التحضيرات لكأس العالم 2022. وأصدرت (هيومن رايتس ووتش) تقريراً من 146 صفحة عنوان "بناء كأس عالم أفضل: حماية العمالة الوافدة في قطر قبل كأس العالم لكرة القدم 2022" بحث في نظام الإستقدام والتوظيف الذي قالت إنه يؤدي فعلياً إلى حصار العديد من عمال البناء في وظائفهم رغماً عنهم.
وأشار التقرير الى أن مئات الآلاف من عمّال البناء والإنشاءات الوافدين إلى قطر وأغلبهم من جنوب آسيا، يواجهون مخاطر جادة بالتعرض للإستغلال والإساءات، والتي ترقى أحياناً إلى مستوى العمل القسري.
وأفاد أن المشكلات التي يواجهها العمّال تشمل رسوم الإستقدام الباهظة والمبالغ فيها، والتي يحتاجون سنوات لسدادها، ومصادرة أصحاب العمل لجوازات سفرهم كممارسة عامة، ونظام الكفالة القطري المُقيد الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة مبالغ فيها على موظفيهم.
وأشار إلى أن الديون الكبيرة المترتبة على العمّال والقيود التي يواجهونها في حال رغبوا في تغيير صاحب العمل، تجبرهم على قبول وظائف أو العمل في أوضاع ما كانوا ليوافقوا عليها لو علموا بها في بلادهم، أو تجبرهم على الإستمرار في العمل في ظل وقوع إساءات، كما أن العمّال يواجهون عقبات في توصيل شكاواهم والسعي للإنصاف والتعويض، وكثيراً ما تمر الإساءات من دون أن تعرف بها السلطات.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (هيومن رايتس ووتش) إن "العمّال الذين يشيّدون الملاعب لن يستفيدوا من وعد الحكومة القطرية العام بإنهاء نظام الكفالة.. إذ إنهم بحاجة الى موعد محدد لتحقيق هذا الوعد قبل أن يبدأ عملهم في المشروعات الإنشائية الخاصة بكأس العالم".
وأضافت أنه "على الحكومة أن تضمن ألا يتم بناء ملاعب كرة القدم حديثة الطراز عالية التقنية – من أجل جمهور كأس العالم – على حساب عمّال يتعرّضون للإساءات والإستغلال".
وأشارت المنظمة إلى أن القانون القطري يحظر على العمّال الوافدين الأنشطة النقابية والإضراب عن العمل، رغم أن منظمة العمل الدولية ذكرت الحق في تكوين الجمعيات (التنظيم) كونه من حقوق العمال الأساسية.
وتبلغ نسبة العمّال الوافدين 94 %من القوة العاملة في قطر، وبهذا تكون قطر صاحبة أعلى نسبة مهاجرين إلى مواطنين في العالم. وقد تستخدم ما يناهز المليون عامل بناء وافد إضافيين على مدار السنوات العشر القادمة من أجل بناء ملاعب كرة قدم وإنشاءات بنية تحتية، وعدت قطر بتنفيذها في إطار عرضها باستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.