طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية بتمهيد الطريق فورا لفتح ممرات لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا، محذرا من مواصلة استخدام العنف، وقائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد ستحاسب ثمن هذا العنف فيما بعد. وقال أردوغان مساء الثلاثاء 7 مارس امام البرلمان التركي أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه «يجب فتح ممرات إنسانية شاملة. يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطا على الحكومة السورية لتصل المساعدة إلى الشعب السوري وخاصة في حمص. يتعين تطبيق خطة الجامعة العربية دون أي إبطاء ووضع حد لإزهاق الأرواح». وحذر رئيس الوزراء التركي الرئيس السوري بشار الأسد من مواصلة استخدام العنف ونقلت وكالة أنباء «أناضول» التركية عن أردوغان قوله إن «الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة». وفي هذا الصدد أشار أردوغان إلى «الانتقام» بسبب نزيف الدم في سوريا. وأكد رئيس الوزراء التركي على أن الشعب السوري «ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته». وأدان أردوغان صمت و«تردد» بعض الدول التي لم يسمها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سوريا، ورأى أن هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على التحرك بوحشية أكبر ضد المعارضة.. وقال: «أدعو الدول التي تلتزم الصمت إزاء المذابح في سوريا والمنظمات الدولية العاجزة عن إيجاد حل إلى أن تفكر في أن قطرة دم واحدة تنزف من (جسد) طفل بريء تعلو فوق كل استراتيجية». وعن الموقف التركي، قال أردوغان: «نحن تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره»، مذكرا بأن أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «أصدقاء دمشق» في اسطنبول منتصف مارس الجاري.. وأضاف «أحيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة.. الشعب السوري لن يبقى أبدا وحده وتركيا ستكون دائما إلى جانبه». وفي سياق ذي صلة، طالبت فرنسا أمس بالسماح لفاليري آموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة بالتجول في كافة الأراضي السورية بحرية، وذلك عشية وصولها إلى سوريا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي «نطالب بتمكين السيدة آموس من التحرك بحرية وسريعا في كافة الأراضي السورية»، مضيفا أنه يجب أن تكون قادرة على «التوجه إلى أي مكان تراه مناسبا». وتابع المتحدث الفرنسي «نكرر دعوتنا الملحة لكي تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الدخول إلى مدينة حمص». وأضاف «تعرض سكان حمص لعذابات كثيرة وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة». وكانت فاليري آموس أعلنت الاثنين أنها حصلت على موافقة السلطات للقيام بزيارة إلى سوريا ابتداء من اليوم وحتى الجمعة، معربة عن الأمل أن تتمكن من القيام بمهمتها الإنسانية «من دون عوائق».. ولم يعرف بعد ما إذا كان سيسمح للمسؤولة في الأممالمتحدة بالخروج من دمشق وزيارة مناطق سورية أخرى. وكان مجلس الأمن طالب بالإجماع الخميس من السلطات السورية «السماح بوصول الطاقم الإنساني بشكل فوري وكامل إلى كل السكان الذين هم بحاجة إلى مساعدة».