ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن 26 شخصا قتلوا الجمعة في هجوم نفذه انتحاري وسط العاصمة دمشق في حصيلة جديدة لضحايا الحادث في الوقت الذي تواصل بعثة المراقبين العرب مهمتها في البلاد. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان عشرة اشخاص قتلوا وعثر على اشلاء نحو 15 شخصا اخرين. ولكن التلفزيون السوري نقل عن وزير الداخلية قوله إن "عدد قتلى التفجير الذي وقع في دمشق ارتفع الى 26 شخصا. وأضاف انه لم يتم التعرف على هوية 15 جثة بعد أن تحولت الى أشلاء في الانفجار". وأوضحت وزارة الداخلية أن 63 شخصا اخرين أصيبوا في الهجوم. وقال وزير الداخلية ابراهيم الشعار إن بلاده ستضرب ب"يد من حديد" على ما وصفه بالتصعيد الارهابي بعد الهجوم الذي يعد الثاني من نوعه خلال أسبوعين. وأوضح الشعار "إن سوريا ستضرب بيد من حديد أي أحد يحاول العبث بأمن البلاد أو بأمن المواطنين". وذكر التلفزيون السوري أن "انتحاريا" فجر نفسه قرب إشارة ضوئية مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، غالبيتهم من المدنيين. وكان الشعار قد أشار في وقت سابق إلى أن التفجير نفذه انتحاري واستهدف قوات من الأمن وحفظ النظام والمدنيين. وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون السوري دماء مراقة ونوافذ زجاجية مكسرة يبدو أنها لحافلة للشرطة. واستهدف الانفجار مركزا لقوات حفظ النظام في حي الميدان قرب مخفر الشرطة في المنطقة المجاورة لجامع الحسن المشهور بخروج مظاهرات معارضة منه. وقد توجه وفد من بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية إلى موقع الانفجار لمعاينته. ويأتي انفجار الجمعة بعد أسبوعين من وقوع انفجارين استهدفا مبان تابعة لجهات أمنية مما أوقع 44 قتيلا. وكانت الحكومة والمعارضة قد تبادلتا الاتهامات بشان المسؤولية عن انفجاري 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وبينما أشارت الحكومة إلى امكانية تورط تنظيم القاعدة، اتهمت المعارضة السلطات السورية بالوقوف وراءه. من جانبه نفى الجيش السوري الحر الذي يضم مجموعات الجنود المنشقين عن الجيش السوري النظامي تورطه في تفجيرات الجمعة. رسالة في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز للأنباء عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجمعة قوله إنه طلب من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن يطلب من الحكومة السورية العمل على وقف العنف في البلاد. وقال العربي بعد اجتماع مع مشعل في القاهرة إنه "سلمه رسالة للسلطات السورية تبرز ضرورة العمل بشفافية ومصداقية لوقف العنف في سوريا" من ناحية أخرى دعا نشطاء سوريون معارضون إلى خروج مظاهرات حاشدة الجمعة للمطالبة بتدويل الأزمة الراهنة في بلادهم، والتي تقترب من شهرها العاشر. وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون قد صرح بأنه يجب على المراقبين العرب اثبات وجودهم أو مغادرة سوريا. ودعا غليون، في مقابلة مع بي بي سي، الدول الغربية إلى تأسيس منطقة آمنة على الأراضي السورية وفرض منطقة حظر طيران أيضاً. وأعرب غليون عن أمله في أن تتولى الاممالمتحدة مهمة جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية. يذكر أن المراقبين العرب وصلوا إلى سوريا في 26 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد ما يقرب من عشرة اشهر على المظاهرات التي تشهدها سوريا للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد. وكان عدد من الناشطين السوريين المعارضين وجهوا انتقادات إلى أداء بعثة المراقبين العرب ووصفوها "بقلة المهنية". وقالت التنسيقيات المحلية التي تشرف على التعبئة الميدانية أن 390 شخصا قتلوا منذ بدء مهمة المراقبين في 26 ديسمبر/ كانون الاول الماضي.