شهدت الساحة السورية تطورات ساخنة أمس، في وقت تزداد الشكوك في جدوى وجود بعثة المراقبين العرب، حيث يرى البعض أنها فشلت حتى الآن في إيقاف أعمال القتل المتزايدة يوما بعد يوم. ففيما أدى هجوم انتحاري في العاصمة دمشق إلى مقتل 26 قتيلا معظمهم من المدنيين، سقط 20 مدنيا برصاص قوات النظام. وطالب عشرات الآلاف من المتظاهرين الأممالمتحدة بالتدخل في تظاهرات نظمت في عدد من المدن والبلدات تحت شعار (إن تنصروا الله ينصركم.. التدويل مطلبنا). المعارضة السورية شككت في مصداقية الرواية الرسمية لتفاصيل حادث تفجير دمشق، متهمة النظام باستغلاله وتوظيفه إلى أقصى حد لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي في محاولة لخلط الأوراق قبل يومين من تقديم رئيس بعثة المراقبين الفريق مصطفى الدابي تقريره إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري التي ستجتمع في القاهرة غدا (الأحد). وذكرت جماعة الأخوان المسلمين في بيان أن «الانفجار مفتعل ويشير بزمانه ومكانه ونتائجه بوضوح وجلاء إلى هوية مرتكبيه». وحملت الجماعة نظام بشار الأسد وأجهزته وشبيحته المسؤولية الكاملة عن الجريمة وتداعياتها وتوظيفاتها. ورأت أنهم وحدهم المستفيدون من التفجير والمالكون لأدواته والقادرون عليه. واتهمت النظام السوري بالاختباء وراء تنظيم القاعدة والإرهابيين والمندسين ليستدر تأييد العالم، مطالبة بتحقيق عربي ودولي في وقائع هذا التفجير. وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان ان النظام السوري يتحمل مسؤولية الانفجار ويقف وراء منفذيه، وقد باتت أهدافه مكشوفة وتتمثل في تخويف الشعب السوري ومنعه من التظاهر والتعبير عن مطالبه بإسقاط النظام، والعمل على تضليل المراقبين والرأي العام «بالحديث عن خطر مزعوم يهدف إلى تشويه الوجه السلمي لثورتنا». ونفى (الجيش السوري الحر) المكون من منشقين من الجيش أي علاقة له بتفجير دمشق، رغم أن قائده العقيد المنشق رياض الأسعد كان قال الأربعاء الماضي إن قواته تخطط لبدء عمليات ضخمة ضد مصالح حيوية لنظام بشار الأسد. وقال المتحدث باسم (الجيش السوري الحر) الرائد ماهر النعيمي إن ما جرى «إرهاب دولة» دبرته قوات أمن النظام. من جانبه، أعلن وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار أن «إرهابيا» يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه قرابة الساعة 10:55 صباحا مستهدفا مكانا مروريا مكتظا بالسكان والمارة والمحال التجارية، موضحا أن الحادث أسفر عن 26 قتيلا و63 جريحا. وأعاد التفجير إلى الأذهان تفجيرين مماثلين بسيارتين مفخختين وقعا في 23 ديسمبر (كانون الأول) الفائت، واستهدفا مباني تابعة للأجهزة الأمنية السورية بينها مقر المخابرات الجوية. واتهمت السلطات في حينه تنظيم القاعدة بتدبير التفجيرين اللذين أديا إلى مقتل 44 شخصا وإصابة 150 بجروح. وهو ما نفته المعارضة متهمة النظام بالوقوف وراءه. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن عدد المدنيين الذين قتلوا برصاص قوات الأمن أمس بلغ 20 قتيلا بينهم ستة في حماة، قتيلان في حمص، قتيل في الرستن، ثلاثة قتلى في ريف دمشق، ثلاثة قتلى في حرستا، خمسة قتلى في الضمير وثلاثة في ضاحية قدسيا. ولفت المرصد إلى مقتل ثلاثة جنود منشقين في الرستن. وتحدث عن انتشار لقوات الأمن في شوارع الصنمين وتنفيذ حملة اعتقالات عشوائية فيها. وأشار إلى أن انفجارين شديدين هزا دير الزور. وتلبية لدعوة الناشطين إلى التظاهر أمس تحت شعار (إن تنصروا الله ينصركم. التدويل مطلبنا) تجمع 50 ألف متظاهر في ساحة الجامع الكبير في دوما. كما خرجت تظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة في الصنمين وعدة بلدات وقرى في محافظة أدلب تطالب بإسقاط النظام وتدويل الملف السوري.