أصدرت محكمة فرنسية حكما بالسجن المشدد ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ بحق عسكري سابق بالجيش الفرنسى من اليمين المتطرف لتدنيسه مقابر للمسلمين بعد أن ألقى قطعا من لحم الخنزير على ثلاثة أضرحة في كاستر في جنوب غرب فرنسا. وقضت المحكمة على المتهم الذى كان يعمل بسلاح المظلات بالجيش الفرنسي والعضو في الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بدفع مبلغ ألف يورو كتعويض عن الضرر المعنوي الذي سببه لاهالي شخصين دنس ضريحاهما بلحم الخنزير..ومبلغ يورو واحد تعويضا لضرر عائلة الشخص المدفون في الضريح الثالث, ويورو أخر رمزيا لجمعيات مناهضة للعنصرية, وللمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية. وخلال جلسة للمحاكمة نفسها جرت في السابع من ديسمبر الماضي, أثار نائب المدعي العام الفرنسي فيليب ماو ضجة كبيرة عندما اتهم خلال المحاكمة سياسة الحكومة بالتسبب في وقوع مثل هذه الجرائم. وكان هذا العسكري السابق الذي طرد من حزب الجبهة الوطنية بعد واقعة التدنيس قد وضع ثلاث قطع من جلد خنزير على ثلاثة أضرحة في مقبرة كاستر الاسلامية في يناير 2011 وقال أمام المحكمة أنه كان يستهدف بعمله هذا المتشددين الاسلاميين وقدم اعتذاره الى عائلات أصحاب الاضرحة الثلاثة التي دنست. وكانت منظمات إسلامية فى فرنسا قد رصدت مؤخرا أن الهجمات ضد الاسلام قد ارتفعت في فرنسا بنسبة 34 بالمائة خلال عام 2011 كان آخرها عملية تدنيس مقابر مسلمين في جنوبفرنسا وقعت الأسبوع الماضى. كما أعرب المجلس الفرنسى للديانة الاسلامية الأسبوع الماضى عن إدانته لعملية تدنيس نحو ثلاثين من المقابر التى تعود للمسلمين بعد أن عثر على كتابات عنصرية عليها في مدفن كاركاسون بجنوب غرب فرنسا. وعبر المجلس الفرنسي عن قلقه لتكرار مثل هذه الأعمال المعادية للمسلمين بفرنسا بعد عملية تدنيس جديدة استهدفت بعد تلك التى استهدفت مسجدا وسط البلاد مؤخرا..داعيا السلطات الفرنسية إلى تكليف لجنة برلمانية لتقصى الحقائق فى الأعمال الماهضة للإسلام والتى تزايدت وإلى العمل على توقيف ومعاقبة الجناة. ووصف عبد الله ذكرى نائب رئيس المجلس هذه الأعمال بأنها "كراهية للاسلام" فى فرنسا. وقال ذكرى الذى يرأس أيضا مرصد ل"كراهية الاسلام" (الاسلاموفوبيا) بفرنسا أن مؤشر الاسلاموفوبيا ارتفع بفرنسا خلال عام 2011 بنسبة تصل إلى 34 بالمائه حيث سجلت أعمال عديدة ما بين هجمات وسباب شفهى بالاضافة إلى الحرائق التى تستهدف أماكن العبادة وعمليات التدنيس. وكانت مقابر المسلمين وهم من الجزائريين الذين لقوا مصرعهم إبان الحرب العالمية الأولى قد تعرضت اليوم لعملية تدنيس جديدة حيث عثر على رموز وعبارات مناهضة للاجانب تستهدف الجالية المسلمة كتب عليها " ليسقط المسلمون, فرنسا للفرنسيين".."أرحلوا يا عرب" وكذلك عبارات ورسومات معادية للسامية. وقام مجهولون مؤخرا باستهداف مسجد ديسين المتواجد بالقرب من منطقة ليون, بكتابة شعارات ذات طابع عنصري وعبارات نازية, تدعو إلى معاداة المسلمين, إضافة إلى كتابة ''فرنسا للفرنسيين'' و''السلطة لذوى البشرة البيضاء''.