اعلن مسؤول اميركي رفيع الخميس ان صفقة بيع 84 مقاتلة اميركية من طراز اف 15 للسعودية توجه "رسالة قوية" مفادها ان الولاياتالمتحدة متمسكة بالامن في الخليج، في وقت أعلنت فيه البحرية الأميركية أن بارجتين عبرتا مضيق هرمز دون مشاكل، مع تصاعد التهديدات الإيرانية بإغلاق هذا الممر الاستراتيجي المهم. وقال اندرو شابيرو المسؤول في الخارجية الاميركية ان هذه الصفقة "ستحسن قدرات الردع والدفاع لدى السعودية ضد اخطار خارجية تهدد سيادتها". وأعلنت الولاياتالمتحدة موافقتها رسميا الخميس 29 ديسمبر على تزويد المملكة العربية السعودية بدفعة جديدة من المقاتلات من طراز إف-15إس آيه. وقال البيت الأبيض أن قيمة الصفقة بين واشنطن والرياض تشمل84طائرة وهى من صنع شركة بوينج وهي مزودة بمعدات رادار متطورة وأنظمة حرب الكترونية رقمية. كما تشمل الصفقة التي تبلغ قيمتها 4ر29 مليار دولار أمريكي تحديث 70 طائرة مماثلة ولكن من طراز أقدم كانت السعودية قد حصلت عليها من الولاياتالمتحدة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حصلت قبل أكثر من عام على موافقة الكونغرس على البيع المحتمل لمعدات عسكرية تزيد قيمتها عن 60 مليار دولار الي السعودية على مدى 10 الي 15 عاما بما في ذلك صفقة المقاتلات اف-15 المعلنة. وفي حين ان الكونجرس اعطى موافقة على الصفقة في السابق الا أن الاعلان الذي صدر عن البيت الابيض يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة الخليج. وتشعر كل من الولاياتالمتحدة والسعودية -التي تعتبر ايران تهديدا مهما محتملا- بقلق بشان برنامج ايران النووي. وجدد مسؤولون ايرانيون هذا الاسبوع تهديدات باغلاق مضيق هرمز ردا على عقوبات اقتصادية امريكية واوروبية متزايدة. ويأتي الاعلان عن الصفقة ايضا بينما يستعد الرئيس الامريكي باراك اوباما لتسريع حملته من اجل اعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني 2012 وهي حملة من المرجح ان يشكل الاقتصاد الامريكي ونمو الوظائف محور المنافسة فيها. وقال جوش ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان "هذا الاتفاق يعزز العلاقات المتينة والقديمة بين الولاياتالمتحدة والسعودية ويظهر التزام الولاياتالمتحدة (بضمان) قدرات دفاعية سعودية قوية"، معتبرا انها "عنصر مهم في الامن الاقليمي". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن صفقة الأسلحة السعودية سوف تفيد الاقتصاد الأمريكي الذي سيضخ فيه، حسب المتحدث، 5ر3 مليار دولارسنويا، ما يساعد في تعزيز الصادرات ومشاريع زيادة فرص العمل. ويذكر أن السعودية كانت قد احتلت المركز الأول في مشتريات السلاح من مصادر مختلفة خلال الفترة من 2001 إلى 2008، إذ بلغت قيمة مشترياتها من السلاح حوالي 34.9 مليار دولار. وياتي اعلان هذه الصفقة في وقت يتصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةوايران التي تشكل منافسا اقليميا قويا للسعودية. وتوعدت طهران في الايام الاخيرة باغلاق مضيق هرمز الذي يشكل ما بين ثلث و40% من حركة النقل البحري للنفط العالمي في حال فرض عقوبات جديدة عليها على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. واعلنت البحرية الاميركية الخميس ان بارجتين اميركيتين عبرتا مضيق هرمز من دون مشاكل رغم التهديدات الايرانية باغلاق هذا الممر البحري الاستراتيجي في حال فرض عقوبات دولية جديدة على طهران. وقالت المتحدثة باسم الاسطول الخامس الاميركي ريبيكا ريباريش ان حاملة الطائرات يو اس اس جون ستينس والبارجة قاذفة الصواريخ يو اس اس موبايل باي "عبرتا في شكل روتيني مقرر مسبقا مضيق هرمز" الثلاثاء. ولم يشر الجيش الاميركي الى اي توتر مع القوات البحرية الايرانية رغم ارتفاع لهجة التصريحات بين طهرانوواشنطن في الايام الاخيرة.
واضافت اللفتنانت ريباريش في برقية مصدرها المقر العام للاسطول الخامس في البحرين ان "اتصالاتنا مع البحرية الايرانية لا تزال تنتهج التقاليد البحرية المعتادة والمعروفة والمهنية". وتوقفت البارجتان الاميركيتان في ميناء جبل علي في الامارات العربية المتحدة قبل ان تعبرا مضيف هرمز في اتجاه السعودية بهدف تقديم دعم بحري لقوات الحلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان. وعبرت البارجتان المضيق المذكور فيما بدأت البحرية الايرانية السبت مناورات في المنطقة وبحر عمان والمحيط الهندي تستمر عشرة ايام. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الخميس عن مسؤول عسكري ايراني ان طائرة ايرانية "تعرفت" الى حاملة طائرات اميركية في منطقة المناورات البحرية.