بدأ عشرات من الشباب الناشطين في منظمات المجتمع المدني الليبية في مدينة بنغازي شرق ليبيا بعد ظهر الاثنين 12 ديسمبر 2011 اعتصاما مفتوحا بميدان الشجرة الذي يعتبر مركز انطلاق الثورة الليبية في منتصف فبراير/شباط الماضي التي أطاحت بحكم معمر القذافي، وذلك في ما وصفوه ب"ثورة لتصحيح المسار". وتأتي هذه التظاهرة بعد يومين من تظاهرة شهدتها العاصمة الليبية طرابلس للمطالبة برحيل الثوار المسلحين عن المدينة، والعودة إلى مدنهم الأصلية عقب توالي الاشتباكات على مدى الأيام القليلة الماضية بين فصائل عدة من الثوار لبسط سيطرتهم على أحياء من العاصمة ، والتي كان آخرها اشتباكات وقعت بين ثوار الزنتان ووحدة من الجيش الوطني للسيطرة على مطار طرابلس الدولي. وطالب هؤلاء الشباب الذين دعوا للاعتصام في هذا اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، ب"اسقاط" أعلى سلطة في ليبيا والمتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط الانتقالي، لا للمتسلقين، نوضي (قومي) نوضي يا بنغازي". ومن المقرر ان ينطلق المعتصمون للتجمع امام فندق تيبستي ببنغازي على تمام الساعة الخامسة مساء (15,00 تغ)، ومن ثم يتوجهون سيرا على الاقدام الى منطقة الحدائق حيث مقر المجلس الانتقالي الليبي للاعتصام بداخله حتى تتحقق مطالبهم، بحسب احد منظمي الاعتصام. وفي مقدمة مطالب هؤلاء الشباب "تنحية رئيس المجلس (مصطفى عبد الجليل) ونائبه (عبد الحفيظ غوقة) من منصبيهما، بالاضافة الى جميع من عمل مع نظام القذافي" بحسب منشورات يوزعونها. كما طالبوا المجلس باعتماد "مبدا الشفافية"، وأكدوا على "عدم السماح لاعضائه في ان يكونوا اعضاء في المؤتمر الوطني المنتخب المرتقب" وهو المجلس التاسيسي الذي سيتم انتخابه لوضع دستور ليبيا الجديد. من جانب آخر، اكد رئيس المجلس العسكري في غرب ليبيا مختار فرنانة الاحد ان مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي لن يغادروا العاصمة الليبية قبل بناء جيش وطني كما يطالب اهالي العاصمة طرابلس. وقال العقيد فرنانة خلال مؤتمر صحافي ان "ليبيا الان دولة من دون شرطة. الثوار هم الذين يحمون طرابلس. انتم تنعمون بالامن والاستقرار بفضل الثوار". واضاف "عندما سيتشكل الجيش الوطني سيسلم الثوار اسلحتهم"، معتبرا ان وزارتي الدفاع والداخلية لا تملكان القوة الكافية لحفظ الامن في العاصمة. والاربعاء، تظاهر المئات من اهالي طرابلس للمطالبة بخروج الفصائل المسلحة القادمة من مدن اخرى ممن شاركوا في "تحرير طرابلس" في اب/اغسطس الماضي وبقوا فيها. واكدت الحكومة انها تدعم خطة للمجلس المحلي في طرابلس تنص على نزع السلاح من العاصمة قبل نهاية العام، الا ان اي تدبير ملموس في هذا الاتجاه لم يتخذ بعد. ودعا فرنانة المجلس الوطني الانتقالي الى تعيين قائد اعلى للقوات المسلحة. ومن جهة ثانية، اتهم فرنانة خليفة حفتر احد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي بالوقوف وراء المواجهات التي دارت السبت بين مجموعتين مسلحتين عندما رفض موكبه التوقف عند حاجز تفتيش يسيطر عليه مقاتلون من الزنتان (غرب) على الطريق الى مطار طرابلس. وقال ان "ميليشيا" حفتر قتلت مقاتلين اثنين من الزنتان وجرحت اثنين اخرين. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط جريحين. واشار فرنانة الى ان وساطة من رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ووزير الدفاع اسامة جويلي سمحت بتهدئة النفوس.