قال وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله زينل أن المملكة العربية السعودية وبالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حافظت على استقرارها السياسي خلال الأحداث الأخيرة التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط لأنها تعرف أن الاستقرار هو واجب ضروري لضمان رفاه وتقدم وازدهار الشعب السعودي، كما أن الاستقرار السياسي والاقتصادي يجلب للمملكة المزيد من الفرص التي تحتاجها لتحقيق وضمان نموها الاقتصادي وأهدافها في تنويع مصادر دخلها. وأكد زينل في كلمة له ألقاها مساء الأربعاء 7 ديسمبر في حفل الغداء الذي أقيم ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى السعودي الأمريكي الثاني لفرص الأعمال المنعقد بمدينة أتلانتا الأمريكية حاليا أن المملكة العربية السعودية ستستمر في أن تكون واحة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمحرك الأساسي لعجلة النمو الاقتصادي في المنطقة على الرغم من الاضطرابات التي تمر بها المنطقة حالياً لأن المملكة العربية السعودية تنظر إلى ذلك الاستقرار بوصفه العلامة الفارقة التي تميزها وتضمن استمرار نموها القوي خاصة وان استقرارها هو نتيجة للعلاقة الوثيقة والمتميزة التي تربط بين الشعب السعودي وقيادته . وبين أن من أبرز عناصر توجه المملكة نحو النمو الاقتصادي المستدام وتنويع مصادر الدخل هو إستراتيجيتها الوطنية للصناعة وتحقيق أعلى معايير الجودة الصناعية والتي ستعزز إلى حد كبير وترفع من حجم إسهام الصناعات الوطنية في إجمالي الناتج الوطني بحلول العام 2020م وتدفع القطاعات الاقتصادية الأخرى نحو المزيد من النمو وزيادة سرعة تحقيق أهداف تنويع مصادر الدخل الوطني السعودي، يضاف إلى ذلك الجهود التي تبذلها المملكة لتشجيع وتطوير الأعمال الصغيرة والمتوسطة المهمة لزيادة النمو الاقتصادي السعودي على المدى الطويل ولرفع روح المبادرة للأعمال وتدريب المهنيين الشباب وتطوير مهاراتهم وزيادة حجم إسهاماتهم الايجابية في نمو الاقتصاد الوطني وهي المبادرة التي ستفتح دون شك فرصاً كبيرة للاستثمارات الجديدة . وقال // إننا ندرك أن هذه الأهداف التي نتوجه لتحقيقها هي أهداف طموحة إلا إنني أؤكد لكم إننا نملك التصميم والعزم والالتزام والقدرات لتحقيقها ، كما أن عمليات البحث العلمي والابتكار تأتي في صلب مبادراتنا ولذلك فإن المملكة العربية السعودية تخطط لزيادة إنفاقها على البحث العلمي من نسبة 05ر0 % من الناتج الوطني الحالية إلى نسبة تصل إلى 3ر0 % من الناتج الوطني المحلي بحلول العام 2020م وهي نسبة ستضع الأساس المتين والقوي لبناء اقتصاد المعرفة وتوسيع دائرة المعرفة//. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تستثمر في تنمية الإنسان السعودي نسبة غير مسبوقة من مواردها وبالتالي فان مخصصات المملكة العربية السعودية لمبادرات التعليم تبلغ ما نسبته 25% من ميزانيتها السنوية وذلك لضمان وصول جميع مواطنيها إلى المعرفة وحصولهم على تعليم يتميز بالجودة ، يضاف إلى ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أتاح ابتعاث أكثر من مائة وعشرين ألف طالب سعودي للدراسة الجامعية في مختلف إنحاء العالم منهم نحو 47 ألف طالب في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال إن عدد الطلاب السعوديين في الخارج تضاعف سبع مرات خلال السنوات القليلة الماضية بشكل يسمح بتحقيق تكامل اكبر في عالم العولمة ويحقق تفاهماً أكبر مع الشعوب وهو الأمر الذي يمثل حجر الزاوية في مبادرة الملك عبد الله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وبين أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بدأت في العام 2009م أول سنواتها الأكاديمية مرحبة بالطلاب والباحثين من مختلف دول العالم لان رؤية الملك عبد الله بن عبدالعزيز لهذه الجامعة تتضمن أن تكون واحدة من أهم المؤسسات العالمية العظيمة في مجالات البحث العلمي والتعليم ودارا للحكمة ومصدرا للتنوير. وزاد بقوله إن الأمر في مجالات البحث العلمي لا يقتصر على ذلك بل إن هناك حالياً ثلاثة أودية للتقنية يجري تطويرها في الجامعات الرئيسية في الرياضوجده والمنطقة الشرقية بالإضافة إلى ثمانية وعشرين معهداً تقنياً وأربعة عشر مركزاً جامعياً للأبحاث المتخصصة في مجالات تشمل الهندسة الكيماوية وأبحاث الطاقة وتقنية النانو، موضحاً أن المبادرات الحديثة في مجال العمل والتعليم تتقدم بصورة جيدة في المملكة لرفع الكفاءة الطاقة الاستيعابية لتوظيف العاملين السعوديين حيث يروج برنامج ( نطاقات ) للسعودة في القطاع الخاص بينما يضمن نظام ( حافز) منحة شهرية لكل سعودي يبحث عن العمل ولمدة سنة، كما أن المرأة السعودية شقت طريقها في سوق العمل وخاصة في قطاع تجارة التجزئة وقال إن خادم الحرمين الشريفين أبرز في خطابه في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى الحاجة إلى تحديث متوازن ومتوافق مع القيم الإسلامية وأكد على أهمية مشاركة النساء السعوديات في عضوية مجلس الشورى وحصولهن على حق التصويت في انتخابات المجالس البلدية القادمة. وأكد زينل علي متانة العلاقات السعودية الأمريكية وقال إن هذا المنتدى سيضع الأساس الذي يعزز فرص الشراكة لخدمة المصالح المشتركة للبلدين الصديقين . وأضاف " إن للمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية بينهما علاقات طويلة الأمد تعمقت مع رغبة الجانبين في تعاون اكبر في جميع المجالات وهو تعاون سيصبح أكثر قوة في هذا الوقت " . وأوضح زينل أن المملكة العربية السعودية وخلال هذه الفترة من التحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي لم تختار ان تسلك طريقا تقيد فيه أو تطبق فيه إجراءات حمائية للتجارة الخارجية كما ان التوقعات الاقتصادية والتجارية للعام 2012 تشير إلى ان المملكة العربية السعودية ستستورد ما نسبته 23% من مجمل الصادرات الأمريكية إلى الدول العربية والتي تبلغ قيمتها نحو 95 مليار دولار أمريكي باعتبار المملكة أهم الأسواق في المنطقة وهي الصادرات التي يتوقع ان تتضاعف بحلول العام 2015م موضحاً أن هذا الأمر يتفق مع الأهداف الرئيسية لمبادرة فخامة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لرفع حجم الصادرات الوطنية الأمريكية الأمر الذي سيساعد على توفير مليوني وظيفة جديدة للأمريكيين. وشدد معالي وزير التجارة والصناعة على أن على المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية ان يكملا ويعززا ميزات كل منهما لبناء علاقة ذات قيمة مضافة وأكد أن هذه العلاقة الثنائية تتوفر لها إمكانيات عظيمة للنمو لتغطي بصورة شاملة جميع القطاعات الاقتصادية وهي العلاقات التي دعمها عبر السنين قادة المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية وهم لازالوا ملتزمين باستمرار تقدمها وازدهارها. وقال الوزير زينل // إن العلاقات السعودية الأمريكية هي علاقات مبنية على القيم المشتركة والاحترام المتبادل والالتزام بالتعاون من أجل تطوير عناصر قيمة مضاعفة لتلك العلاقة ولذلك فإنه ينبغي لنا العمل معاً على تشجيع وبناء تعاون مؤسسي أقوي من أجل دعم مصالحنا المشتركة لأن التعاون المؤسسي سيؤدي لا محالة إلى الحفاظ على تلك العلاقات التي تحقق النمو والرفاه للمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية // . وقال معالي وزير التجارة والصناعة في ختام كلمته انه من خلال العلاقات القوية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية فإننا سنتمكن من التقدم إلى الأمام نحو مستقبل يتميز بالرفاه لبلدينا // مشدداً على أن المملكة العربية السعودية تتقدم إلى الأمام لمواجهة تحديات بناء مستقبلها على أسس من ثقافتها وتقاليدها النابعة من قيمها الإسلامية ،وإننا جميعا ندرك إننا في عالم تتغير تضاريسه وتحدياته بسرعة إلا أن جهود التعاون بين بلدينا ستساعد في تجاوز تلك التحديات .