يحاول عدد من الأقباط بمصر دعم مرشحين لمجلس الشعب، في أول انتخابات تجري بعد ثورة 25 يناير/كانون ثاني، والتي تبدأ أولى مراحلها اليوم الاثنين، حيث كان يقتصر دخولهم للبرلمان على من تقوم بتعيينه القيادة السياسية على مدار 40 عاما الماضية. وكان عددا من مرشحي مجلس الشعب أعلنوا عن غضبهم مما أسموه بقوائم للكنيسة لدعم مرشحين بعينهم وتوجيه الأصوات، إضافة إلى تجاهل مرشحين ممن كانوا مساندين لقضاياهم، غير أن مصادر مطلعة أكدت لCNN بالعربية، أن هذه القوائم قام بتوزيعها بعض الأشخاص داخل عدد من الكنائس. وحث البابا شنودة الأقباط الأسبوع الماضي، على المشاركة بالانتخابات بعد رفض عدد منهم احتجاجا على ما أحداث ماسبيرو التي وقعت الشهر الماضي، وراح ضحيتها ما يقرب من 24 شخصا، واعتقادهم بأنهم لن يكونوا ممثلين بالبرلمان القادم، وقال البابا "أعطوا أصواتكم لمن يهتم بكم، وفي ذهني كثير من الإخوة المسلمين." وقال رئيس المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس ثروت باسيلى، إن بعض الأقباط قاموا بعمل قوائم للمرشحين الذين ينوون التصويت لهم بالانتخابات، وتوزيعها في الكنائس بشكل شخصي، نافيا توجه الكنيسة لتزكية مرشحين بالانتخابات بشكل مطلق. وأضاف باسيلي أن "هؤلاء الأقباط يدعمون الأحزاب التي ينتمون إليها والمرشحين المساندين لقضاياهم،" لافتا أن "البابا شنودة كان واضحا حين دعا الأقباط بعدم التخلف عن الانتخابات، وطالبهم بالا يعطوا أصواتهم للمسيحيين فقط بل للمسلمين المتعاطفين معهم." وقال إن مجلس الشعب لم يدخله مرشح قبطي بالانتخاب منذ 40 عاما، متوقعا حصول الأقباط على مقاعد من خلال الانتخاب بنظام القائمة النسبية في بعض الدوائر التي بها كثافة سكانية لهم، إلا انه توقع عدم حصولهم على مقاعد في الانتخاب بالنظام الفردي لكبر الحجم الجغرافي للدائرة. ولفت إلى أن أصوات الأقباط تشكل نسبة ما بين 15 إلى 18 في المائة من أصوات الناخبين، وان تعدادهم يصل بحسب التقديرات التي لم يعلنها النظام السابق بعهد الرئيس حسني مبارك يصل إلى 18 مليون على حد تقديره.
من جانبه قال مرشح دائرة بور سعيد والمنسق السابق لحركة كفاية جورج إسحاق، إن قيام الكنيسة بعمل قوائم لدعم للأقباط في الانتخابات، كلام مرسل ومن يروج له يريد الدخول في منافسه غير شريفة، مشيرا إلى انه يعتقد بأن الكنيسة لم تتطرق لهذا الأمر. وأوضح انه يرفض تزكية الكنيسة للأقباط أو بعض المرشحين في الانتخابات أو تدخلها في السياسة، مضيفا انه يريد خوض الانتخابات من خلال معركة سياسية بضمير مصري وليس بإحداث فتنة في البلاد. واعتبر مرشح حزب الحرية والعدالة عن دائرة شرق الإسكندرية صبحي صالح ما يقوم به بعض الإسلاميين بالدعوة لعدم التصويت لغير الإسلاميين، والعكس بالنسبة للأقباط، بأنهم يعزلون أنفسهم عن المجتمع ويتسمون بالعنصرية و النظرة الضيقة للأمور، لافتا إلى أنها ليست ظاهرة في الحياة السياسية وإنما هم فصائل معينة تتسم بالعنصرية. وأضاف أن حزب الحرية والعدالة الذي أسسه الأخوان المسلمون، قام بترشيح عدد من الأقباط على قوائمه في المناطق التي بها كثافة سكانية مثل منطقة شرق القاهرة، وليس الدوائر التي بها أقلية حتى لا يخسر الحزب الدائرة دون فائدة، وسيقوم أعضاء التنظيم بالتصويت لهم، خاصة وان الحزب ملتزم بمرشحيه سواء مسلمين أو أقباط. إلى ذلك، طالب حزب المصريين الأحرار في بيان أصدره الأحد، الكنيسة بالتوضيح، وقال "يعرب حزب المصريين الأحرار عن رفضه واستنكاره وثائق منسوبه للكنيسة تحث الأقباط على التصويت لصالح تحالفات وأحزاب معينة." وأضاف البيان "يؤكد الحزب على أنه كان دائماً وأبدًا في طليعة الأحزاب الرافضة للخلط بين الدين والسياسة واستخدام دور العبادة للدعاية الانتخابية وعلى ذلك فإن الحزب يطالب الكنيسة بتوضيح حول تلك الوثيقة التي ضمت أحزاب مثل الحرية والعدالة والمصريين الأحرار وبعض المرشحين من الشخصيات العامة مؤكدين على رفضنا تلك الوصاية." ودعا البيان أقباط مصر "للخروج من إطار الوصاية المفروض عليهم منذ سنوات والمشاركة في الحياة السياسية انطلاقًا من مبدأ المواطنة."