وقف شباب طليقو اللحى يحضون الناخبين على التصويت للإسلاميين، فيما كان ناشطون أقباط يلعبون الدور نفسه لكن لمصلحة مرشحين منافسين للتيار الديني. هذا المشهد الذي تكرر في دوائر عدة، أظهر بجلاء أن تدخل الدين في السياسية آفة مصرية لن تنتهي قريباً، ما أزعج مراقبين ومنظمات حقوقية. وعلى ما يَظهر، فقد تسببت الاتهامات بوجود قوائم مرشحين تدعمها الكنيسة المصرية، بحصول فرز طائفي. وبدا أن هناك صراعاً بين حزبي «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، وبين حليفه «النور» السلفي في مواجهة «حزب المصريين الأحرار» الذي يقود تحالف «الكتلة المصرية»، وتردد أن الكنيسة تدعمه. وأمام اللجان، خصوصاً خارج القاهرة، اصطف أعضاء من «الإخوان» وآخرون ينتمون إلى التيار السلفي، لحض الناخبين على عدم التصويت للعلمانيين، فيما كان فريق آخر منهم يجلس أمام اللجان بأجهزة كومبيوتر، ليكشفوا للناخبين عن أماكن الاقتراع مع تقديم ملصقات لمرشحيهم. وكان وجود المنتقبات لافتاً، كما رصدت «الحياة» حافلات ركاب تنقل مناصرين للتيار الإسلامي إلى اللجان. ويقول شاب أمام إحدى دوائر شرق القاهرة: «جئت للتصويت لقائمة النور»، مشيراً إلى أنه اتخذ قراره «بعد استشارة مرجعيات دينية، إضافة إلى أن الشيخ محمد حسان (وهو أحد القيادات السلفية في مصر) يدعم قائمة هذا الحزب». وأضاف: «نريد أن نحافظ على الطابع الإسلامي للدولة. صوتنا أمانة سنحاسب عليه يوم القيامة». في المقابل، رُصد قساوسةٌ في حي شبرا الذي تقطنه كتلة قبطية كبيرة، يحضون الناخبين على التصويت لمصلحة مرشحي «الكتلة المصرية»، فيما كان ناشطون أقباط يحضون الناخبين على عدم التصويت للإسلاميين ل «الحفاظ على مدنية الدولة». وانتقد المدير التنفيذي ل «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» طارق زغلول بشدة «الفرز الطائفي الذي حصل في عدد كبير من الدوائر»، واعتبر أنه «عودة إلى الممارسات التي كانت تحدث في أيام النظام السابق»، مشيراً إلى أن «الفرز عكَّر الأجواء الجيدة التي تميز بها اليوم الأول من الانتخابات». وأوضح ل «الحياة» أن مراقبي منظمته «رصدوا قيام أنصار التيار الإسلامي بحشد الناس خلف مرشحي قوائم، والأمر نفسه حدث بالنسبة إلى الكنيسة التي وقفت في مصلحة مرشحي الكتلة المصرية». ومنذ الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع، تبادل حزبا «الحرية والعدالة» و «المصريين الأحرار» الاتهامات بممارسات تمثِّل «انتهاكاً للعملية الانتخابية»، وقال «الحرية والعدالة» على موقعه الرسمي، إن «مناصرين تابعين ل «الكتلة المصرية» يقومون بتوزيع 50 جنيهاً مقابل التصويت لمرشحي قائمة الكتلة في عدد من الدوائر»، فيما ردت الكتلة بالشكوى من أن أنصار «الحرية والعدالة» يمنعون الناخبات غير المحجبات من دخول اللجان.