صادق مجلس الشورى في إيران، وبغالبية الأصوات، الأحد 27 نوفمبر، على خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا، وذلك رداً على العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب عليها على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، إرنا، أن 171 نائباً صوتوا لصالح القرار، وعارض ثلاثة وامتنع سبعة عن التصويت للقرار الذي تقول طهران إنه رد علي مواقف لندن المعادية لها. ونص القرار الذي جاء إثر فرض بريطانيا عقوبات صارمة على المصارف الإيرانية، علي أن أي قرار قد تتخذه طهران في المستقبل لإعادة العلاقات مع بريطانيا إلى حالتها الطبيعية يجب ان يأتي من خلال قرار يعتمد من قبل البرلمان الإيراني. وتأتي الخطوة الإيرانية بعدما أمرت وزارة الخزينة البريطانية كافة المصارف المحلية بقطع علاقتها مع نظيراتها الإيرانية، بما فيها المصرف المركزي الإيراني، تزامناً مع إعلان أمريكا وكندا عن عقوبات اقتصادية جديدة على طهران في خطوة منسقة بين البلدان الثلاثة. وبررت بريطانيا قرارها بما تضمنه التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران، الذي عبرت فيه عن قلق متزايد من الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي لطهران. وكانت وزارة الخزينة البريطانية قد قررت مؤخرا قطع كافة العلاقات المالية مع إيران، بسبب القلق حيال برنامجها النووي، لتكون بذلك أول دولة تفصلها لندن عن نظامها المالي، في حين أعلنت مصادر أمريكية عن تصنيف طهران ومصرفها المركزي على أنهما "مصدر رئيسي للقلق" على صعيد تبييض الأموال. وكان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صوّت لصالح قرار يعرب عن "القلق العميق والمتزايد حيال القضايا العالقة في برنامج إيران النووي، وخاصة تلك التي بحاجة لتوضيح من أجل استبعاد وجود أبعاد عسكرية". وشدد قرار الوكالة على أن إيران والوكالة الدولية بحاجة إلى "حوار مكثف" لتوفير توضيحات سريعة تعالج القضايا العالقة. كما حض القرار إيران مرة جديدة على "التعاون الكامل ودون تأخير" وطالبها بتنفيذ التزاماتها حيال قرارات مجلس الأمن الدولي وحيال مجلس حكام الوكالة. أما مندوب إيران لدى الوكالة، علي أكبر سلطانية، فقد ألقى كلمة اتهم فيها الوكالة بالخروج عن الدور المرسوم لها والتحول إلى "وكالة تعتمد مقاربات استخبارية التوجه وتعمل بشكل وثيق مع مصادر المعلومات المفتوحة بعيداً عن تفويضها الأساسي الذي لا يتجاوز التثبت من المواد النووية المصرح عنها"، على حد تعبيره. ويشتبه الغرب في سعي إيران لإنتاج أسلحة نووية، فيما تؤكد الأخيرة من جانبها أن برنامجها النووي سلمي ولأغراض مدنية.